فنزعه فألقوه في اليم وتنحوا عنه فقال يوسف في الجب يا إله إبراهيم واسحق ويعقوب ارحم ضعفي وقلة حيلتي وصغري، فنزلت سيارة من أهل مصر، فبعثوا رجلا ليستقي لهم الماء من الجب فلما أدلى الدلو على يوسف تشبت بالدلو فجروه فنظروا إلى غلام من أحسن الناس وجها فعدوا إلي صاحبهم فقالوا يا بشرى هذا غلام فنخرجه ونبيعه ونجعله بضاعة لنا فبلغ اخوته فجاؤوا وقالوا هذا عبد لنا، ثم قالوا ليوسف لئن لم تقر بالعبودية لنقتلنك فقالت السيارة ليوسف ما تقول قال نعم انا عبدهم، فقالت السيارة أفتبيعونه منا؟ قالوا نعم فباعوه منهم على أن يحملوه إلى مصر (وشروه بثمن بخس دراهم معدودة وكانوا فيه من الزاهدين) قال الذي بيع بها يوسف ثمانية عشر درهما وكان عندهم كما قال الله تعالى " وكانوا فيه من الزاهدين) أخبرنا أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أحمد ابن محمد عن أبي بصير عن الرضا عليه السلام في قول الله " وشروه بثمن بخس دراهم معدودة " قال كانت عشرين درهما والبخس النقص وهي قيمة كلب الصيد إذا قتل كان قيمته عشرين درهما.
وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله (وجاؤا على قميصه بدم كذب) قال إنهم ذبحوا جديا على قميصه، قال علي بن إبراهيم ورجع اخوته فقالوا نعمد إلى قميصه فنلطخه بالدم ونقول لأبينا ان الذئب اكله فلما فعلوا ذلك قال لهم لاوي يا قوم ألسنا بني يعقوب إسرائيل الله بن إسحاق نبي الله ابن إبراهيم خليل الله أفتظنون ان الله يكتم هذا الخبر عن أنبيائه، فقالوا وما الحيلة؟ قال نقوم ونغتسل ونصلي جماعة ونتضرع إلى الله تعالى ان يكتم ذلك الخبر عن نبيه فإنه جواد كريم، فقاموا واغتسلوا وكان في سنة إبراهيم واسحق ويعقوب انهم لا يصلون جماعة حتى يبلغوا أحد عشر رجلا فيكون واحد