ثم قال لهم وعلامة هلاككم انه تبيض وجوهكم غدا وتحمر بعد غد وتسود في اليوم الثالث فلما كان من الغد نظروا إلى وجوههم وقد ابيضت مثل القطن فلما كان اليوم الثاني احمرت مثل الدم فلما كان اليوم الثالث اسودت وجوههم فبعث الله عليهم صيحة وزلزلة فهلكوا وهو قوله " فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في ديارهم جاثمين " فما تخلص منهم غير صالح وقوم مستضعفين مؤمنين وهو قوله (فلما جاء أمرنا نجينا صالحا - إلى قوله - ألا ان ثمود كفروا ربهم ألا بعدا لثمود).
واما قوله (ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا سلاما قال سلام فما لبث ان جاء بعجل حنيذ) اي مشوي نضج فإنه لما القى نمرود إبراهيم عليه السلام في النار فجعلها الله عليه بردا وسلاما بقي إبراهيم مع نمرود وخاف نمرود من إبراهيم فقال يا إبراهيم اخرج من بلادي ولا تساكني فيها، وكان إبراهيم عليه السلام قد تزوج بسارة وهي بنت خاله وقد كانت آمنت به، وآمن له لوط وكان غلاما، وقد كان إبراهيم عليه السلام عنده غنيمات وكان معاشه منها فخرج إبراهيم من بلاد نمرود ومعه سارة في صندوق وذلك أنه كان شديد الغيرة، فلما أراد الخروج من بلاد نمرود منعوه وأرادوا ان يأخذوا منه غنيماته، وقالوا له هذا ما كسبته في سلطان الملك وبلاده وأنت مخالف له فقال لهم إبراهيم بيني وبينكم قاضي الملك سدوم (سندوم ك) فصاروا إليه وقالوا ان هذا مخالف لدين الملك وما معه كسبه في بلاد الملك ولا ندعه يخرج معه شيئا فقال سندوم صدقوا خل عما في في يديك، فقال إبراهيم عليه السلام انك ان لم تقض بالحق تمت الساعة، قال وما الحق قال قل لهم يردوا على عمري الذي أفنيته في كسب ما معي حتى أرد عليهم، فقال سندوم يجب ان تردوا عمره فخلوا عنه عما كان في يده فخرج إبراهيم وكتب نمرود في الدنيا ألا تدعوه يسكن العمران فمر ببعض عمال نمرود وكان كل من مر به يأخذ عشر ما معه وكانت سارة مع إبراهيم في الصندوق، فاخذ