عليه وخافوه وكفوا عنه وكان لوط كلما مر به رجل يريدونه بسوء خلصه من أيديهم وتزوج لوط فيهم وولد له بنات، فلما طال ذلك على لوط ولم يقبلوا منه قالوا له " لئن لم تنته يا لوط لتكونن من المخرجين " إلي لنرجمنك ولنخرجنك فدعا عليهم لوط فبينما إبراهيم عليه السلام قاعد في موضعه الذي كان فيه وقد كان أضاف قوما وخرجوا ولم يكن عنده شئ فنظر إلى أربعة نفر قد وقفوا عليه لا يشبهون الناس فقالوا سلاما فقال إبراهيم سلام، فجاء إبراهيم إلى سارة فقال لها قد جاء أضياف لا يشبهون الناس قال ما عندنا إلا هذا العجل فذبحه وشواه وحمله إليهم وذلك قول الله عز وجل " ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا سلاما قال سلام فما لبث ان جاء بعجل حنيذ فلما رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفة " وجاءت سارة في جماعة معها فقالت لهم مالكم تمتنعون من طعام خليل الله فقالوا لإبراهيم (لا تخف انا أرسلنا إلى قوم لوط) ففزعت سارة، وضحكت اي حاضت وقد كان ارتفع حيضها منذ دهر طويل فقال الله عز وجل (فبشرناها بإسحاق ومن وراء اسحق يعقوب) فوضعت يدها على وجهها فقالت (يا ويلتي أألد وانا عجوز وهذا بعلى شيخا ان هذا لشئ عجيب) فقال لها جبرئيل (أتعجبين من امر الله ورحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت انه حميد مجيد فلما ذهب عن إبراهيم الروع وجاءته البشرى) بإسحاق اقبل يجادل كما حكى الله عز وجل (يجادلنا في قوم لوط ان إبراهيم لحليم أواه منيب) فقال إبراهيم لجبرئيل بما إذا أرسلت قال بهلاك قوم لوط فقال إبراهيم " ان فيها لوطا " قال جبرئيل نحن اعلم بمن فيها لننجيه وأهله " إلا امرأته كانت من الغابرين " قال إبراهيم يا جبرئيل إن كان في المدينة مائة رجل من المؤمنين يهلكهم الله قال لا قال فإن كان فيهم خمسون قال لا قال فإن كان فيهم عشرة رجال قال لا قال فإن كان واحد قال لا وهو قوله فما وجدنا فيها غير بيت من
(٣٣٤)