(وحال بينهما الموج فكان من المغرقين) فقال أبو عبد الله عليه السلام فدارت السفينة وضربتها الأمواج حتى وافت مكة وطافت بالبيت وغرق جميع الدنيا إلا موضع البيت إنما سمي البيت العتيق لأنه أعتق من الغرق فبقي الماء ينصب من السماء أربعين صباحا ومن الأرض العيون حتى ارتفعت السفينة فمسحت السماء قال فرفع نوح يده فقال يارهمان اخفرس (أتغرك) تفسيرها رب أحسن فامر الله الأرض ان تبلع ماءها وهو قوله (وقيل يا ارض ابلعي ماءك ويا سماء اقلعي) يعني امسكي (وغيض الماء وقضي الامر واستوت على الجودي) فبلعت الأرض ماءها فأراد ماء السماء ان يدخل في الأرض فامتنعت الأرض من قبولها وقالت إنما امرني الله عز وجل ان أبلع مائي فبقي ماء السماء على وجه الأرض واستوت السفينة على جبل الجودي وهو بالموصل جبل عظيم، فبعث الله جبرئيل فساق الماء إلي البحار حول الدنيا وانزل الله على نوح (يا نوح اهبط بسلام منا وبركات عليك وعلى أمم من معك وأمم سنمتعهم ثم يمسهم منا عذاب اليم) فنزل نوح بالموصل من السفينة مع الثمانين وبنوا مدينة الثمانين وكانت لنوح ابنة ركبت معه في السفينة فتناسل الناس منها وذلك قول النبي صلى الله عليه وآله نوح أحد الأبوين ثم قال الله عز وجل لنبيه (تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا فاصبر ان العاقبة للمتقين) وروي في الخبر ان اسم نوح عبد الغفار وإنما سمي نوحا لأنه كان ينوح على نفسه أخبرنا أحمد بن إدريس قال حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن أبان بن عثمان الأحمر عن موسى بن أكيل النميري عن العلا بن سيابة عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله ونادى نوح ابنه فقال ليس بابنه إنما هو ابنه من زوجته على لغة طي يقولون لابن المرأة ابنه.
قال علي بن إبراهيم ثم حكى الله عز وجل خبر هود عليه السلام وهلاك قومه