تفسير القمي - علي بن إبراهيم القمي - ج ١ - الصفحة ٨
يعني بلقيس فلفظه عام ومعناه خاص لأنها لم توت أشياء كثيرة منها الذكر واللحية وقوله " ريح فيها عذاب اليم تدمر كل شئ بأمر ربها (1) " لفظه عام ومعناه خاص لأنها تركت أشياء كثيرة لم تدمرها.
واما ما لفظه خاص ومعناه عام فقوله " من اجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل انه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا (2) " فلفظ الآية خاص في بني إسرائيل ومعناها عام في الناس كلهم.
واما التقديم والتأخير فان آية عدة النساء الناسخة مقدمة على المنسوخة لان في التأليف قد قدمت آية " عدة النساء أربعة اشهر وعشرا (3) " على آية " عدة سنة كاملة (4) " وكان يجب أولا ان تقرأ المنسوخة التي نزلت قبل ثم الناسخة التي نزلت بعده وقوله " أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ومن قبله كتاب موسى اماما ورحمة (5) " فقال الصادق عليه السلام إنما نزل " أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه اماما ورحمة ومن قبله كتاب موسى " وقوله " وقالوا ما هي الا حياتنا الدنيا نموت ونحيى (5) " وإنما هو يحيى ويميت لان الدهرية لم يقروا بالبعث بعد الموت وإنما قالوا " نحيا ونموت " فقدموا حرفا على حرف وقوله " يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي (7) " أيضا هو " اركعي واسجدي " وقوله " فلعلك باخع (8) نفسك على آثارهم ان لم يؤمنوا بهذا الحديث اسفا " وإنما

(١) الأحقاف ٢٥ (2) المائدة 35 (3) الذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا يتربصن بأنفسهن أربعة اشهر وعشرا - البقرة 234.
(4) والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا وصية لأزواجهم متاعا إلى الحول غير اخراج البقرة 240.
(5) الهود 17 (6) الجاثية 23 (7) آل عمران 43 (8) بخع نفسه كاد ان يهلكها من غضب أو غم
(٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 ... » »»
الفهرست