القبر فألقيا أكفانه ثم قالا له من ربك ومن نبيك وما دينك؟ فيقول لا أدري فيقولان له لا دريت ولا هديت فيضربانه بمرزبة (1) ضربة ما خلق الله دابة إلا وتذعر لها ما خلا الثقلين ثم يفتحان له بابا إلي النار ثم يقولان له نم بشر حال فهو من الضيق مثل ما فيه القنا من الزج (2) حتى أن دماغه يخرج مما بين ظفره ولحمه ويسلط عليه حيات الأرض وعقاربها وهوامها فتنهشه حتى يبعثه الله من قبره وانه ليتمنى قيام الساعة مما هو فيه من الشر.
واما قوله (ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا) قال نزلت في الأفجرين من قريش حدثني أبي عن محمد ابن أبي عمير عن عثمان بن عيسى عن أبي عبد الله عليه السلام قال سألته عن قول الله ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا قال نزلت في الأفجرين من قريش ومن بني أمية وبني المغيرة فاما بنو المغيرة فقطع الله دابرهم يوم بدر، واما بنو أمية فمتعوا إلى حين ثم قال ونحن والله نعمة الله التي أنعم بها على عباده وبنا يفوز من فاز ثم قال لهم تمتعوا فان مصيركم إلى النار وقوله (يوم لا بيع فيه ولا خلال) أي لا صداقة وقوله (وسخر لكم الشمس والقمر دائبين) اي على الولاء وقوله يحكى قول إبراهيم (وإذا قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمنا) يعني مكة (واجنبني وبني ان نعبد الأصنام رب انهن أضللن كثيرا من الناس) فان الأصنام لم تضل وإنما ضل الناس بها وقوله (ربنا اني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم وارزقهم من الثمرات) اي من ثمرات القلوب (لعلهم يشكرون) يعني كي يشكروا وحدثني أبي عن حماد عن أبي جعفر عليه السلام في قوله " ربنا انى أسكنت من ذريتي الآية " قال نحن والله بقية تلك العترة واما قوله (ربنا اغفر لي ولوالدي) قال إنما نزلت