يتعظ بعضهم ببعض ولن يزالوا كذلك (حتى يأتي وعد الله) الذي وعد المؤمنين من النصر ويخزي الله الكافرين وقال علي بن إبراهيم في قوله (فأمليت للذين كفروا ثم اخذتهم) اي طولت لهم الامل ثم أهلكتهم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله (أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت وجعلوا لله شركاء قل سموهم أم تنبؤنه بما لا يعلم في الأرض أم بظاهر من القول) الظاهر من القول هو الرزق وقال علي بن إبراهيم في قوله (وما لهم من الله من واق) اي من دافع (وعقبى الكافرين النار) اي عاقبة ثوابهم النار قال أبو عبد الله عليه السلام ان ناركم هذه جزؤ من سبعين جزءا من نار جهنم وقد أطفئت سبعين مرة بالماء ثم التهبت ولولا ذلك ما استطاع آدمي ان يطفيها وانها ليؤت بها يوم القيامة حتى توضع على النار فتصرخ صرخة لا يبقى ملك مقرب ولا نبي مرسل إلا جثى على ركبتيه فزعا من صرختها، وفي رواية أبى الجارود في قوله (الذين آتيناهم الكتاب يفرحون بما انزل إليك) فرحوا بكتاب الله إذا تلي عليهم وإذا تلوه تفيض أعينهم دمعا من الفزع والحزن وهو علي بن أبي طالب عليه السلام وهي في قراءة ابن مسعود " والذي أنزلنا إليك الكتاب هو الحق ومن يؤمن به " اي علي بن أبي طالب يؤمن به (ومن الأحزاب من ينكر بعضه) أنكروا من تأويل ما أنزله في علي وآل محمد صلوات الله عليهم وآمنوا ببعضه فاما المشركون فأنكروه كله أوله وآخره وأنكروا ان محمدا رسول الله، وقال علي بن إبراهيم في قوله (لكل اجل كتاب يمحوا الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب) فإنه حدثني أبي عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن عبد الله بن مسكان عن أبي عبد الله عليه السلام قال إذا كانت ليلة القدر نزلت الملائكة والروح والكتبة إلى سماء الدنيا فيكتبون وما يكون من قضاء الله تبارك وتعالى في تلك السنة فإذا أراد الله ان يقدم أو يؤخر أو ينقص شيئا أو يزيده امر الله ان يمحوا ما يشاء ثم أثبت الذي أراد،
(٣٦٦)