الذي نجده في كتبنا انه إذا ولد ذلك النبي رجمت الشياطين وحجبوا من السماء فرجع كل واحد إلى منزله يسأل أهله فقالوا قد ولد لعبد الله بن عبد المطلب ابن، فقال اليهودي اعرضوه علي، فمشوا معه إلى باب آمنة فقالوا لها أخرجي ابنك بنظر إليه هذا اليهودي فأخرجته في قماطه فنظر في عينيه وكشف عن كتفه فرأى شامة سوداء عليه شعرات فسقط إلى الأرض مغشيا عليه فضحكوا منه فقال أتضحكون يا معشر قريش هذا نبي السيف ليبيدنكم وذهبت النبوة من بني إسرائيل إلى آخر الأبد وتفرق الناس يتحدثون بخبر اليهودي.
فلما رميت الشياطين بالنجوم وأنكروا ذلك اجتمعوا إلى إبليس فقالوا قد منعنا من السماء وقد رمينا بالشهب فقال اطلبوا فان امرا قد حدث في الدنيا فرجعوا وقالوا لم نر شيئا فقال إبليس انا له بنفسي فجال ما بين المشرق والمغرب حتى انتهى إلى الحرم فرآه محفوفا بالملائكة وجبرئيل على باب الحرم بيده حربة فأراد إبليس ان يدخل فصاح به جبرئيل فقال اخسأ يا ملعون فجاء من قبل حراء ( فصار مثل الصد (2) ثم قال يا جبرئيل حرف أسئلك عنه؟ قال وما هو قال ما هذا وما اجتماعكم في الدنيا فقال هذا نبي هذه الأمة قد ولد وهو اخر الأنبياء وأفضلهم قال هل لي فيه نصيب قال لا قال ففي أمته؟ قال بلى قال قد رضيت وقوله (والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي) اي الجبال (وأنبتنا فيها من كل شئ موزون وجعلنا لكم فيها معايش ومن لستم له برازقين) قال لكل ضرب من الحيوان قدرنا شيئا مقدراء وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله " وأنبتنا فيها من كل شئ موزون " فان الله تبارك وتعالى انبت في الجبال الذهب والفضة والجوهر