مهديهم ورجعته، فمنهم من لم يعين واحدا بالانتظار وقال: كل من شهر سيفه ودعا إلى دينه من ولد الحسن والحسين.
ومنهم من ينتظر محمد بن عبد الله النفس الزكية (1).
وكان محمد بن عبد الله النفس الزكية قد بايعه جماعة من أهل الحجاز في أواخر دولة مروان بالخلافة وكان من بينهم أبو جعفر المنصور الذي أصبح فيما بعد الخليفة العباسي الثاني بعد وفاة أبي العباس السفاح في أواخر سنة 136 ه.
فلما بويع المنصور بالخلافة اختفي محمد ومعه أخوه إبراهيم خوفا من المنصور أن يبطش بهما. وخاف المنصور أن يخرجا عليه يطالبانه بالخلافة، ولما لم يتمكن المنصور من القبض عليهما قبض على أبيهما وجماعة من أقاربهما وحبسهم في سجن المدينة ثم نقلهم إلى العراق ومات كثير منهم في السجن.
فلما ضاق محمد ذرعا بالاختفاء تواعد هو وأخوه بالظهور في يوم واحد فظهر محمد في المدينة وهجم على أمير المدينة وسجنه ثم استولى على المدينة كما استولى أخوه على البصرة في اليوم نفسه وبايعه أهل المدينة وتلقب بالمهدي (2) وقد صرح بمهديته في بعض رسائله إلى المنصور.