الولاء... إلخ (1).
وقد ذكر ابن كثير في تفسيره ما يؤيد هذا المعنى ففي صدد تفسيره لآية: * (ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل وبعثنا منهم اثنى عشر نقيبا) * [المائدة: 12] أورد حديث الصحيحين بلفظ مسلم: لا يزال أمر الناس ماضيا ما وليهم اثنا عشر رجلا... إلخ. ثم قال: " ومعنى هذا الحديث البشارة بوجود الخلفاء الأربعة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم ومنهم عمر بن عبد العزيز بلا شك عند الأئمة وبعض بني العباس ولا تقوم الساعة حتى تكون ولايتهم لا محالة. والظاهر أن منهم المهدي المبشر به في الأحاديث الواردة بذكره فذكر أنه يواطئ اسمه اسم النبي صلى الله عليه وسلم واسم أبيه اسم أبيه فيملأ الأرض قسطا كما ملئت جورا وظلما (2).
وقال المنذري: وقيل أراد وجود اثني عشر خليفة في جميع مدة الخلافة إلى يوم القيامة يعملون بالصواب وإن لم تتوالى أيامهم. فقد يكون الرجل منصفا ويأتي بعده من يجور (3).
وقال ابن الجوزي في كتابه: " كشف المشكل " كما نقل عنه الحافظ ابن حجر في فتح الباري: الوجه الثالث: أن المراد وجود اثني عشر خليفة في جميع مدة الإسلام إلى يوم القيامة يعملون بالحق وإن لم تتوالى أيامهم ويؤيده ما أخرجه مسدد في مسنده الكبير من طريق أبي بحر أن أبا الجلد حدثه أنه لا تهلك هذه الأمة حتى يكون منها اثنا عشر خليفة كلهم يعمل بالهدي ودين الحق منهم رجلان من أهل بيت محمد يعيش أحدهما أربعين سنة والآخر ثلاثين سنة (4).