الهاشمي، قال: قولي له: ليدخل وحده، فدخل وسلم - ومعه كتاب - ثم ناوله الكتاب، فقال لي: اقرأ، فقرأت: بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد بن سليمان إلى حماد بن سلمة، أما بعد!
صبحك الله بما صبح به أولياءه وأهل طاعته، وقعت مسألة ائتنا نسأل عنها، فقال لي: اقلب الكتاب واكتب بسم الله الرحمن الرحيم وأنت صبحك الله بما صبح به أولياءه وأهل طاعته، إنا أدركنا أقواما لا يأتون أحدا، فإن كان لك حاجة فأتنا واسألنا عما بدا لك، فان أتيتني فلا تأتني إلا وحدك، ولا تأتني بخيلك ورجلك، فلا أفضحك ولا أفضح نفسي - والسلام، فبينا أنا عنده إذ دق داق الباب، فقال:
يا صبية! انظري من بالباب! قال: محمد بن سليمان الهاشمي، قال:
قولي له: يدخل وحده، فدخل وحده فسلم، ثم جلس بين يديه، فقال له: يا أبا سلمة! ما لي إذا نظرت إليك امتلأت رعبا، فقال له حماد: لان ثابتا البناني يقول: سمعت أنس بن مالك يقول سمعت رسول الله ص يقول: إن العالم إذا أراد بعلمه وجه الله هابه كل شئ، وإذا أراد بعلمه الكنوز هاب من كل شئ، فقال له: ما تقول يرحمك الله - في رجل له ابنان هو عن أحدهما راض فأراد أن يجعل ثلثي ماله في حياته لذلك الغلام؟ فقال: مهلا - رحمك الله - لأني سمعت