مع ذلك ما الذي أنفرك من كتابي فلئن كنت مجزما (1) كافيا صحيحا فان البراءة لنافعة، ولئن كنت مضيعا فطنا (2) فان الامر على غير ما تحدث به نفسك، وقد تركت أن أبتلي ذلك منك في العام الماضي رجاء أن تفيق فترجع إلى ذلك، وقد علمت أنه لم يمنعك من ذلك إلا عمالك عمال السوء، وما تواليت عليه وتلفق (3) اتخذوك كهفا، وعندي بإذن الله دواء فيه شفاء عما أسألك عنه، فلا تجزع أبا عبد الله أن يؤخذ منك الحق وتعطاه، فان النهر يخرج الدر والحق أبلج، ودعني وما عنه تتلجلج فإنه قد برح (4) الخفاء والسلام قال: فكتب إليه عمرو بن العاص بسم الله الرحمن الرحيم لعبد الله عمر أمير المؤمنين من عمرو بن العاص سلام عليك فاني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، أما بعد فقد بلغني كتاب أمير المؤمنين في الذي استبطأني
(٦٩٨)