ولذا كان الفاضل من هذه الجهة غرضا لسهام المنتقدين فقد حمل عليه بشدة محب على الأصفهاني في (پنج صيقل) وكذا السماهيجي - وهو من علماء ذلك الزمان أيضا - تهجم على الفاضل الهندي في عدة رسائل كتبها في صلاة الجمعة، واحدة منها سماها (القامعة للبدعة) ذكر فيها أدلة كثيرة على وجوب صلاة الجمعة. ثم بعد ذلك تعرض لاشكال مقدر طرحه على نفسه وفيه إشارة صريحة إلى الفاضل الهندي وهو كيف أن الفاضل أفتى بحرمتها بعد هذه الأدلة، وعبارته نفسها شاهد قوي على منزلة الفاضل الهندي الفقهية، وإليك نصها:
(ويوجد في زماننا هذا أيضا من يقول بالتحريم كما ينقل عن العلامة الفهامة الأمين الشيخ بهاء الدين المعروف بالفاضل الهندي - سلمه الله تعالى - مع صلاحيته وديانته وعفته وصيانته ورجوع أهل هذا العصر إليه واعتمادهم عليه لا سيما دار السلطنة أصفهان صينت عن حوادث الزمان مع كثرة الفقهاء والفضلاء فيها زيادة على سائر بلاد أهل الايمان وقد أقر الكل باجتهاده وأذعنوا بعدالته وسداده وليس في هذا العصر مجتهد غيره مسلم الثبوت جامع الشروط) (1).
ثم يجيب السماهيجي عن هذا الاشكال بقوله:
(أما كون الفاضل المذكور يقول بالتحريم فممنوع، والذي بلغنا عنه ما ثبت عندنا بنقل الثقات واطلاعنا على فتواه بخطه، أنه يفتي أن الأحوط ترك الجمعة، وإن صليت فيكون يصلي الظهر وهو يدل على أنه متردد في المسألة، غير جازم بها، ولا حاكم بمذهبها).
ثم يضيف قائلا: