السادسة عشرة من عمره. وإن تعرضت هذه النسخة للتلف والاحراق ثم أعاد الكرة لتلخيصه في السنة الثانية والعشرين من عمره. لكن هذا يكفي في بيان منزلته العلمية ونبوغه المبكر.
ومن المقطوع به إن الفاضل الهندي كان من العلماء المبرزين في مدينة أصفهان وإلى جانبه كان هناك علماء يشار إليهم بالبنان مثل الآقا جمال الخوانساري والمير محمد باقر الخاتون آبادي واللذين توفيا قبله. وإن كان قد عهد بالمنصبين الرسميين (ملا باشي) و (شيخ الاسلامي) إليهما. فإن الفاضل الهندي باعتباره المجتهد المعروف كان واحدا من أكبر المتصدين لمقام الإفتاء في أصفهان.
وقد نعته الملا عبد الكريم بن الملا محمد طاهر القمي بهذه العبارة:
(أمجد فضلا العصر، وأعظم علماء الدهر، أورع المجتهدين، وأمتن أهل اليقين، مولانا بهاء الشرع والدين...) (1).
وقد ذكره السيد عبد الله الجزائري بعنوان (المفتي بأصبهان) (2) وهذا العنوان مناسب لما ذكره هو عن نفسه في توجيه توقفه في شرح القواعد - أي كشف اللثام - في أواخر كتاب الصلاة، حيث قال (لانثيال الناس علي للاستفتاء من جميع ممالك الاسلام) فلم يتمكن نتيجة ذلك من اتمام شرح القواعد.
وكتب حزين في ضمن شرحه لحال قسم من علماء أصفهان، فقال:
(والآخر عمدة المجتهدين مولانا بهاء الدين محمد الأصفهاني وقد اشتغل مدة طويلة في تدريس العلوم الدينية وكان مرجع أهل زمانه في الشرعيات والأخلاقي الممتدح وكان يرعاني بعطفه وحنانه المتزايد ولأنه سافر في صغر سنه مع والده إلى الهند اشتهر