شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٢٠ - الصفحة ٢٨٧
بواحد منهما، وقد من الله عليه بأن جعله جبانا، ولو كان شجاعا لقتله الحق، وأما هذا الأكثف عند الجاهلية - يعنى جرير بن عبد الله البجلي - فهو يرى كل أحد دونه، ويستصغر كل أحد ويحتقره، قد ملئ نارا، وهو مع ذلك يطلب رئاسة، ويروم إمارة، وهذا الأعور يغويه ويطغيه، إن حدثه كذبه، وإن قام دونه نكص عنه، فهما كالشيطان إذ قال للانسان: أكفر فلما كفر قال: إني برئ منك إني أخاف الله رب العالمين.
278 - بلوغ أعلى المنازل بغير استحقاق من أكبر أسباب الهلكة.
279 - الكلمة إذا خرجت من القلب وقعت في القلب، وإذا خرجت من اللسان لم تجاوز الاذان.
280 - الكرم حسن الفطنة، واللؤم سوء التغافل.
281 - أسوأ الناس حالا من اتسعت معرفته، وبعدت همته، وضاقت قدرته (1).
282 - أمران لا ينفكان من الكذب: كثرة المواعيد، وشدة الاعتذار.
283 - عادة النوكى (2) الجلوس فوق القدر، والمجئ في غير الوقت.
284 - العافية الملك الخفي.
285 - سوء حمل الغنى يورث مقتا، وسوء حمل الفاقة يضع شرفا.
286 - لا ينبغي لأحد أن يدع الحزم لظفر ناله عاجز، ولا يسامح نفسه في التفريط لنكبة دخلت على حازم.
287 - ليس من حسن التوكل ان يقال العاشر عثرة، ثم يركبها ثانية.

(1) هذه الحكمة ساقطة من ب، وأثبتها من ا، د.
(2) النوك: الحمق.
(٢٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 282 283 284 285 286 287 288 289 290 291 292 ... » »»
الفهرست