شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٢٠ - الصفحة ٢٧
وكان أبو بكر يقضى بالقضاء فينقضه عليه أصاغر الصحابة كبلال وصهيب ونحوهما.
قد روى ذلك في عدة قضايا.
وقيل لابن عباس: إن عبد الله بن الزبير يزعم إن موسى صاحب الخضر ليس موسى بني إسرائيل، فقال: كذب عدو الله، أخبرني أبي بن كعب، قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وآله وذكر كذا، بكلام يدل على أن موسى صاحب الخضر هو موسى بني إسرائيل.
وباع معاوية أواني ذهب وفضة بأكثر من وزنها، فقال له أبو الدرداء: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله ينهى عن ذلك، فقال معاوية: أما أنا فلا أرى به بأسا، فقال أبو الدرداء: من عذيري من معاوية! أخبره عن الرسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يخبرني عن رأيه! والله لا أساكنك بأرض ابدا.
وطعن ابن عباس في أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وآله:
(إذا استيقظ أحدكم من نومه فلا يدخلن يده في الاناء حتى يتوضأ)، وقال: فما نصنع بالمهراس (1)!
وقال علي عليه السلام لعمر وقد أفتاه الصحابة في مسألة وأجمعوا عليها: إن كانوا راقبوك فقد غشوك، وإن كان هذا جهد رأيهم فقد أخطئوا.
وقال ابن عباس: ألا يتقى الله زيد بن ثابت، يجعل ابن الابن ابنا، ولا يجعل أب الأب أبا.
وقالت عائشة: أخبروا زيد بن أرقم إنه قد أحبط جهاده مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.

(1) المهراس: إناء مستطيل منقور يتوضأ فيه.
(٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 ... » »»
الفهرست