شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٢٠ - الصفحة ٢٦
ومثل قول أبي بن كعب في القرآن: لقد قرأت القرآن وزيد هذا غلام ذو ذؤابتين يلعب بين صبيان اليهود في المكتب.
وقال علي عليه السلام في أمهات الأولاد وهو على المنبر: كان رأيي ورأي عمر ألا يبعن، وأنا أرى الان بيعهن، فقام إليه عبيدة السلماني، فقال: رأيك في الجماعة (1) أحب إلينا من رأيك في الفرقة.
وكان أبو بكر يرى التسوية في قسم الغنائم، وخالفه عمر وأنكر فعله.
وأنكرت عائشة على أبى سلمه بن عبد الرحمن خلافه على ابن عباس في عدة المتوفى عنها زوجها وهي حامل، وقالت: فروج يصقع (2) مع الديكة.
وأنكرت الصحابة على ابن عباس قوله في الصرف، وسفهوا رأيه حتى قيل: إنه تاب من ذلك عند موته.
واختلفوا في حد شارب الخمر حتى خطا بعضهم بعضا.
وروى بعض الصحابة عن النبي صلى الله عليه وآله إنه قال: الشؤم في ثلاثة: المرأة والدار، والفرس، فأنكرت عائشة ذلك، وكذبت الراوي وقالت: إنه إنما قال عليه السلام ذلك حكاية عن غيره.
وروى بعض الصحابة عنه عليه السلام إنه قال: التاجر فاجر، فأنكرت عائشة ذلك، وكذبت الراوي وقالت: إنما قاله عليه السلام في تاجر دلس.
وأنكر قوم من الأنصار رواية أبى بكر: (الأئمة من قريش)، ونسبوه إلى افتعال هذه الكلمة.

(1) ب: (لجماعة).
(2) صقع الديك صقعا: صاح.
(٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 ... » »»
الفهرست