شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٢٠ - الصفحة ٢٠٢
من البيت، وتسميه العامة غزل الشمس، والثاني إنه الخيط الذي يخرج من في العنكبوت، وتسميه العامة مخاط الشيطان.
وتقول العرب للملقو (1): لطيم الشيطان.
وكان لقب عمرو بن سعيد الأشدق، لأنه كان ملقوا.
وقال بعضهم لآخر: ما حدث؟ قال: قتل عبد الملك عمرا، فقال: قتل أبو الذبان لطيم الشيطان، (وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون).
ويقولون للحزين المهموم: يعد الحصى، ويخط في الأرض، ويفت اليرمع (2)، قال المجنون:
عشيه مالي حيلة غير إنني * بلقط الحصى والخط في الدار مولع (3) أخط وأمحو كل ما قد خططته * بدمعي والغربان حولي وقع وهذا كالنادم يقرع السن، والبخيل ينكت الأرض ببنانه، أو بعود عند الرد، قال الشاعر:
عبيد إخوانهم حتى إذا ركبوا * يوم الكريهة فالآساد في الأجم (4) يرضون في العسر والإيسار سائلهم * لا يقرعون على الأسنان من ندم وقال آخر في نكت الأرض بالعيدان:
قوم إذا نزل الغريب بدارهم * تركوه رب صواهل وقيان لا ينكتون الأرض عند سؤالهم * لتطلب العلات بالعيدان ويقولون للفارغ: فؤاد أم موسى.

(1) الملقو: المصاب باللقوة، وهو مرض يعرض للوجه فيميله إلى أحد جانبيه.
(2) اليرمع: الحجارة الرخوة.
(3) ديوانه 188.
(4) كنايات الجرجاني، ونسبه إلى عمر بن أمية بن أبي الصلت.
(٢٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 ... » »»
الفهرست