شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٢٠ - الصفحة ٢٠٣
ويقولون للمثري من المال: منقرس، وذلك إن علة النقرس أكثر ما تعتري أهل الثروة والتنعم.
حكى المبرد، قال: كان الحرمازي في ناحية عمرو بن مسعدة، وكان يجرى عليه، فخرج عمرو بن مسعدة إلى الشام، وتخلف الحرمازي ببغداد، فأصابه النقرس، فقال:
أقام بأرض الشام فاختل جانبي * ومطلبه بالشام غير قريب (1) ولا سيما من مفلس حلف نقرس * أما نقرس في مفلس بعجيب!
وقال بعضهم يهجو ابن زيدان الكاتب:
تواضع النقرس حتى لقد * صار إلى رجل ابن زيدان علة إنسان ولكنها * قد وجدت في غير إنسان ويقولون للمترف: رقيق النعل، وأصله قول النابغة:
رقاق النعال طيب حجزاتهم * يحيون بالريحان يوم السباسب (2) يعنى إنهم ملوك، والملك لا يخصف نعله وإنما يخصف نعله من يمشى. وقوله: (طيب حجزاتهم)، أي هم إعفاء الفروج، أي يشدون حجزاتهم على عفه. وكذلك قولهم:
فلان مسمط النعال، أي نعله طبقة واحدة غير مخصوف، قال المرار بن سعيد الفقعسي:
وجدت بنى خفاجة في عقيل * كرام الناس مسمطة النعال (3) وقريب من هذا قول النجاشي:
ولا يأكل الكلب السروق نعالنا * ولا ينتقى المخ الذي في الجماجم (3)

(1) كنايات الجرجاني 125.
(2) ديوانه 3.
(3) كنايات الجرجاني 125.
(٢٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 ... » »»
الفهرست