شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٢٠ - الصفحة ٢٠١
وإنهم يضحكون إن ضحكوا * منى وأبكى أنا من الجوع وقال آخر:
إذا لبسوا دكن الخزوز وخضرها * وراحوا فقد راحت عليك المشاجب (1) وروى إن كيسان غلام أبى عبيدة وفد على بعض البرامكة فلم يعطه شيئا، فلما وافى البصرة قيل له: كيف وجدته؟ قال: وجدته مشجبا من حيث ما أتيته وجدته.
ويكنون عن الطفيلي فيقولون: هو ذباب، لأنه يقع في القدور، قال الشاعر:
أتيتك زائرا لقضاء حق * فحال الستر دونك والحجاب (2) ولست بواقع في قدر قوم * وإن كرهوا كما يقع الذباب وقال آخر:
وأنت أخو السلام وكيف أنتم * ولست أخا الملمات الشداد (3) وأطفل حين يجفى من ذباب * والزم حين يدعى من قراد ويكنون عن الجرب بحب الشباب، قال الوزير المهلبي:
يا صروف الدهر حسبي * أي ذنب كان ذنبي! (3) علة خصت وعمت * في حبيب ومحب دب في كفيه يا من * حبه دب بقلبي فهو يشكو حر حب * وشكاتي حر حب ويكنون عن القصير القامة بأبي زبيبة، وعن الطويل بخيط باطل. وكانت كنية مروان بن الحكم لأنه كان طويلا مضطربا، قال فيه الشاعر:
لحا الله قوما أمروا خيط باطل * على الناس يعطى من يشاء ويمنع (3) وفى خيط باطل قولان: أحدهما إنه الهباء الذي يدخل من ضوء الشمس في الكوة

(1) لدعبل، ديوانه 22.
(2) كنايات الجرجاني 122، ونسبه لابن عيينة.
(3) كنايات الجرجاني 122.
(٢٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 ... » »»
الفهرست