شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٢٠ - الصفحة ٢٠٠
خليفة الخضر من يربع على وطن * أو بلده فظهور العيس أوطاني (١) بغداد أهلي وبالشام الهوى وأنا * بالرقتين وبالفسطاط إخواني وما أظن النوى ترضى بما صنعت * حتى تبلغ بي أقصى خراسان.
ويقولون للشئ المختار المنتخب: هو ثمرة الغراب لأنه ينتفى خير الثمر.
ويقولون: سمن فلان في أديمة، كناية عمن لا ينتفع به، أي ما خرج منه يرجع إليه، وأصله أن نحيا (٢) من السمن انشق في ظرف من الدقيق، فقيل ذلك، قال الشاعر:
ترحل فما بغداد دار إقامة * ولا عند من أضحى ببغداد طائل (٢) محل ملوك سمنهم في أديمهم * وكلهم من حلية المجد عاطل فلا غرو ان شلت يد المجد والعلى * وقل سماح من رجال ونائل إذا غضغض البحر الغطامط ماءه * فليس عجيبا أن تغيض الجداول ويقولون لمن لا يفي بالعهد: فلان لا يحفظ أول المائدة، لان أولها: ﴿يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود﴾ (4).
ويقولون لمن كان حسن اللباس ولا طائل عنده: هو مشجب، والمشجب: خشبة القصار التي يطرح الثياب عليها، قال ابن الحجاج:
لي سادة طائر السرور بهم * يطرده اليأس بالمقاليع (5) مشاجب للثياب كلهم * وهذه عادة المشاقيع جائزتي عندهم إذا سمعوا * شعري هذا كلام مطبوع

(١) ديوانه ٣: ٣٠٨، ٣١٠.
(٢) كنايات الجرجاني ١٢٠، ونسبها إلى أبى العالية.
(٣) بحر غطامط: كثير الأمواج.
(٤) سورة المائدة ١.
(5) كنايات الجرجاني 121.
(٢٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 ... » »»
الفهرست