شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٢٠ - الصفحة ١٧١
فلما تنازعنا الحديث وأسمحت * هصرت بغصن ذي شماريخ ميال فصرنا إلى الحسنى ورق كلامنا * ورضت فدلت صعبة أي أذلال حلفت لها بالله حلفة فاجر * لناموا فما إن من حديث ولا صالي فأصبحت معشوقا وأصبح بعلها * عليه القتام كاسف الوجه والبال.
وقوله في اللامية الأولى:
وبيضة خدر لا يرام خباؤها * تمتعت من لهو بها غير معجل (1) تخطيت أبوابا إليها ومعشرا * على حراصا لو يسرون مقتلي فجئت وقد نضت لنوم ثيابها * لدى الستر إلا لبسه المتفضل فقالت يمين الله ما لك حيلة * وما أن أرى عنك الغواية تنجلي فقمت بها أمشى نجر وراءنا * على أثرنا أذيال مرط مرجل فلما أجزنا ساحة الحي وانتحى * بنا بطن خبت ذي حقاف عقنقل هصرت بفودي رأسها فتمايلت * على هضيم الكشح ريا المخلخل.
وقوله:
فبت أكابد ليل التمام * والقلب من خشية مقشعر فلما دنوت تسديتها * فثوبا نسيت وثوابا أجر ولم يرنا كالئ كاشح * ولم يبد منا لدى البيت سر وقد رابني قولها يا هناه * ويحك ألحقت شرا بشر!

(1) ديوانه 13 - 15.
(١٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 ... » »»
الفهرست