شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٢٠ - الصفحة ١١٠
قال: وقد حدث من لا أحصيه كثرة من أصحابنا، إن عبد الله كان يواصل الصوم سبعا، يصوم يوم الجمعة فلا يفطر إلا يوم الجمعة الاخر، ويصوم بالمدينة فلا يفطر إلا بمكة، ويصوم بمكة فلا يفطر إلا بالمدينة.
قال: وقال عبد الملك بن عبد العزيز: وكان أول ما يفطر عليه إذا أفطر لبن لقحه بسمن بقر، قال الزبير وزاد غيره: وصبر.
قال: وحدثني يعقوب بن محمد بن عيسى باسناد رفعه إلى عروة بن الزبير، قال:
لم يكن أحد أحب إلى عائشة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وبعد أبى بكر من عبد الله بن الزبير.
قال: وحدثني يعقوب بن محمد بإسناد يرفعه إلى عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه قال: ما كان أحد أعلم بالمناسك من ابن الزبير.
قال: وحدثني مصعب بن عثمان، قال: أوصت عائشة إلى عبد الله بن الزبير وأوصى إليه حكيم بن حزام وعبد الله بن عامر بن كريز والأسود بن أبي البختري وشيبه بن عثمان والأسود بن عوف.
قال الزبير: وحدث عمر بن قيس، عن أمه قالت: دخلت على عبد الله بن الزبير بيته، فإذا هو قائم يصلى، فسقطت حية من البيت على ابنه هاشم بن عبد الله فتطوقت (1) على بطنه وهو نائم، فصاح أهل البيت: الحية الحية! ولم يزالوا بها حتى قتلوها وعبد الله قائم يصلى ما التفت ولا عجل، ثم فرغ من صلاته بعد ما قتلت الحية فقال: ما بالكم؟ فقالت أم هاشم: أي رحمك الله، أرأيت إن كنا هنا عليك أيهون عليك ابنك! قال: ويحك! وما كانت التفاتة لو التفتها مبقية من صلاتي.

(1) في د: (فتطوت) والمعنى عليه يستقيم.
(١١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 ... » »»
الفهرست