شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٢٠ - الصفحة ١١٢
فقال: ذلك عبد الله بن الزبير وكان عبد الله من جملة النفر الذين (1) أمرهم عثمان بن عفان أن ينسخوا القرآن في المصاحف.
قال: وحدثنا محمد بن حسن، عن نوفل بن عمارة، قال: سئل سعيد بن المسيب عن خطباء قريش في الجاهلية، فقال: الأسود بن المطلب بن أسد، وسهيل بن عمرو.
وسئل عن خطبائهم في الاسلام، فقال: معاوية وابنه، وسعيد بن العاص وابنه، وعبد الله بن الزبير.
قال: وحدثنا إبراهيم بن المنذر، عن عثمان بن طلحة، قال: كان عبد الله بن الزبير لا ينازع في ثلاث: شجاعة، وعبادة، وبلاغة.
قال الزبير: وقال هشام بن عروة: رأيت عبد الله أيام حصاره والحجر من المنجنيق يهوى حتى أقول: كاد يأخذ بلحيته، فقال له: أبى أيا ابن أم، والله إن كاد ليأخذ بلحيتك، فقال عبد الله: دعني يا ابن أم، فوالله ما هي إلا هنة حتى كان الانسان لم يكن فيقول أبى وهو يقبل علينا بوجهه: والله ما أخشى عليك إلا من تلك الهنة.
قال الزبير: فذكر هشام، قال: والله لقد رأيته يرمى بالمنجنيق فلا يلتفت ولا يرعد صوته، وربما مرت الشظية منه قريبا من نحره.
وقال الزبير: وحدثنا ابن الماجشون، عن ابن أبي مليكة عن أبيه قال: كنت أطوف بالبيت مع عمر بن عبد العزيز، فلما بلغت الملتزم تخلفت عنده ادعو ثم لحقت عمر، فقال لي: ما خلفك؟ قال: كنت أدعو في موضع رأيت عبد الله بن الزبير فيه يدعو، فقال: ما تترك تحنناتك على ابن الزبير! أبدا فقلت والله ما رأيت

(1) ب: (الذي).
(١١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 ... » »»
الفهرست