شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٢٠ - الصفحة ١٠٧
قال أبو عمر: وقال علي بن مجاهد: قتل مع ابن الزبير مائتان وأربعون رجلا، إن منهم لمن سال دمه في جوف الكعبة.
قال: أبو عمر وروى عيسى عن أبي القاسم، عن مالك بن أنس، قال: كان ابن الزبير أفضل من مروان وأولى بالامر منه ومن أبيه، قال: وقد روى علي بن المدائني، عن سفيان بن عيينة، إن عامر بن عبد الله بن الزبير مكث بعد قتل أبيه حولا لا يسأل الله لنفسه شيئا إلا الدعاء لأبيه.
قال أبو عمر: وروى إسماعيل بن علية، عن أبي سفيان بن العلاء، عن ابن أبي عتيق، قال: قالت عائشة: إذا مر ابن عمر فأرونيه، فلما مر قالوا: هذا ابن عمر فقالت: يا أبا عبد الرحمن، ما منعك أن تنهاني عن مسيري، قال: رأيت رجلا قد غلب عليك، ورأيتك لا تخالفينه - يعنى عبد الله بن الزبير - فقالت: أما إنك لو نهيتني ما خرجت.
فأما الزبير بن بكار فإنه ذكر في كتاب أنساب قريش من أخبار عبد الله وأحواله جملة طويلة نحن نختصرها، ونذكر اللباب منها، مع إنه قد أذنب في ذكر فضائله والثناء عليه، وهو معذور في ذلك، فإنه لا يلام الرجل على حب قومه، والزبير بن بكار أحد أولاد عبد الله بن الزبير، فهو أحق بتقريظه وتأبينه.
قال الزبير بن بكار، أمه أسماء ذات النطاقين ابنة أبى بكر الصديق، وإنما سميت ذات النطاقين لان رسول الله صلى الله عليه وآله لما تجهز مهاجرا إلى المدينة ومعه أبو بكر لم يكن لسفرتهما شناق (1)، فشقت أسماء نطاقها فشنقتها به، فقال لها رسول الله

(1) الشناق: الحبل.
(١٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 ... » »»
الفهرست