شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٢٠ - الصفحة ١١٤
وهم عبد الله بن الزبير، وعبد الله بن عمرو، وأبو الجهم بن حذيفة، وجبير بن مطعم، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام.
قال: الزبير وعبد الله هو الذي صلى بالناس بالبصرة لما ظهر طلحة والزبير على عثمان بن حنيف بأمر منهما له. قال: وأعطت عائشة من بشرها بان عبد الله لم يقتل يوم الجمل عشرة آلاف درهم.
قلت: الذي يغلب على ظني ان ذلك كان يوم أفريقية، لأنها يوم الجمل كانت في شغل بنفسها عن عبد الله وغيره.
قال الزبير: وحدثني علي بن صالح مرفوعا إن رسول الله صلى الله عليه وآله كلم في صبية ترعرعوا، منهم عبد الله بن جعفر، وعبد الله بن الزبير، وعمر بن أبي سلمة، فقيل يا رسول الله، لو بايعتهم فتصيبهم بركتك، ويكون لهم ذكر! فأتى بهم فكأنهم تكعكعوا حين جئ بهم إليه، واقتحم ابن الزبير، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وآله، وقال: انه ابن أبيه، وبايعهم.
قال: وسئل رأس الجالوت: ما عندكم من الفراسة في الصبيان، فقال: ما عندنا فيهم شئ، لأنهم يخلقون خلقا من بعد خلق، غير إنا نرمقهم، فإن سمعناه منهم من يقول في لعبة: من يكون معي؟ رأيناها همه وخبء صدق فيه، وإن سمعناه يقول مع من أكون؟ كرهناها منه. قال: فكان أول شئ سمع من عبد الله بن الزبير إنه كان ذات يوم يلعب مع الصبيان، فمر رجل، فصاح عليهم، ففروا منه، ومشى ابن الزبير القهقرى، ثم قال: يا صبيان، اجعلوني أميركم، وشدوا بنا عليه. قال:
ومر به عمر بن الخطاب وهو مع الصبيان، ففروا ووقف، فقال: لم (1) لم تفر مع أصحابك؟ فقال: لم أجرم فأخافك، ولم تكن الطريق ضيقة فأوسع عليك!
وروى الزبير بن بكار، إن عبد الله بن سعد بن أبي سرح غزا أفريقية في خلافه

(1) في د (مالك لا تفر)، وهو مستقيم أيضا.
(١١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 ... » »»
الفهرست