شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٢٠ - الصفحة ١٠٩
قال: وقالت عائشة: يا رسول الله، ألا تكنيني؟ فقال: تكنى باسم ابن أختك عبد الله، فكانت تكنى أم عبد الله.
قال: وروى هند بن القاسم، عن عامر بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، قال:
احتجم رسول الله صلى الله عليه وآله، ثم دفع إلى دمه، فقال: اذهب به فواره حيث لا يراه أحد، فذهبت به فشربته، فلما رجعت قال: ما صنعت؟ قلت: جعلته في مكان أظن إنه أخفى مكان عن الناس، فقال: فلعلك شربته؟ فقلت: نعم.
قال: وقال وهب بن كيسان: أول من صف رجليه في الصلاة عبد الله بن الزبير فاقتدى به كثير من العباد، وكان مجتهدا.
قال: وخطب الحجاج بعد قتله (1) زجله بنت منظور بن زبان بن سيار الفزارية، وهي أم هاشم بن عبد الله بن الزبير، فقلعت ثنيتها وردته، وقالت: ماذا يريد إلى ذلفاء ثكلى حرى! وقالت:
أبعد عائذ بيت الله تخطبني * جهلا جهلت وغب الجهل مذموم فاذهب إليك فإني غير ناكحة * بعد ابن أسماء ما استن الدياميم من يجعل العير مصفرا جحافله * مثل الجواد وفضل الله مقسوم!
قال: وحدثني عبد الملك بن عبد العزيز، عن خاله يوسف بن الماجشون، قال:
قسم عبد الله بن الزبير الدهر على ثلاث ليال: فليلة هو قائم حتى الصباح، وليلة هو راكع حتى الصباح، وليله هو ساجد حتى الصباح.
قال: وحدثنا سليمان بن حرب بإسناد ذكره ورفعه إلى مسلم المكي، قال: ركع عبد الله بن الزبير يوما ركعة، فقرأت البقرة وآل عمران والنساء والمائدة، وما رفع رأسه.

(1) ضبط في د: (رجلة).
(١٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 ... » »»
الفهرست