يروون من كلام عائشة عند موت أبيها ما هو أعجب من كلام فاطمة عليه السلام ويحققونه لولا عداوتهم لنا أهل البيت. ثم ذكر الحديث بطوله على نسقه وزاد في الأبيات بعد البيتين الأولين:
ضاقت على بلادي بعد ما رحبت * وسم سبطاك خسفا فيه لي نصب فليت قبلك كان الموت صادفنا * قوم تمنوا فأعطوا كل ما طلبوا تجهمتنا رجال واستخف بنا * مذ غبت عنا وكل الإرث قد غصبوا.
قال: فما رأينا يوما أكثر باكيا أو باكية من ذلك اليوم.
قال المرتضى: وقد روى هذا الكلام على هذا الوجه من طرق مختلفة ووجوه كثيرة فمن أرادها أخذها من مواضعها فكيف يدعى أنها عليه السلام كفت راضية وأمسكت قانعة لولا البهت وقلة الحياء (1)!
قلت: ليس في هذا الخبر ما يدل على فساد ما ادعاه قاضي القضاة لأنه أدعى أنها نازعت وخاصمت ثم كفت لما سمعت الرواية وانصرفت تاركه للنزاع راضية بموجب الخبر المروى. وما ذكره المرتضى من هذا الكلام لا يدل إلا على سخطها حال حضورها ولا يدل على أنها بعد رواية الخبر وبعد أن أقسم لها أبو بكر بالله تعالى أنه ما روى عن رسول الله صلى الله عليه وآله إلا ما سمعه منه، انصرفت ساخطة ولا في الحديث المذكور والكلام المروى ما يدل على ذلك ولست أعتقد أنها انصرفت راضية كما قال قاضي القضاة بل أعلم أنها انصرفت ساخطة وماتت وهي على أبى بكر واجدة ولكن لا من هذا الخبر بل من أخبار أخر كان الأولى بالمرتضى أن يحتج بها على