فمن الذي قال له: إن فيه (1) نقصا! وكما أنه لا نقص فيه فلا إجلال فيه ولا فضيلة لان الداعي وإن كان قد يقوى على جمع المال ليخلف على الورثة فقد يقويه أيضا إرادة صرفه في وجوه الخير والبر وكلا الامرين يكون داعيا إلى تحصيل المال بل الداعي الذي ذكرناه أقوى فيما يتعلق بالدين.
قال: وأما قوله: إن فاطمة لما سمعت ذلك كفت عن الطلب فأصابت أولا وأصابت ثانيا فلعمري إنها كفت عن المنازعة والمشاحة لكنها انصرفت مغضبة متظلمة متألمة والامر في غضبها وسخطها أظهر من أن يخفى على منصف فقد روى أكثر الرواة الذين لا يتهمون بتشيع ولا عصبية فيه من كلامها في تلك الحال وبعد انصرافها عن مقام المنازعة والمطالبة ما يدل على ما ذكرناه من سخطها وغضبها.
أخبرنا أبو عبيد الله محمد بن عمران المرزباني قال: حدثني محمد بن أحمد الكاتب قال: حدثنا أحمد بن عبيد بن ناصح النحوي قال: حدثني الزيادي قال: حدثنا الشرقي بن القطامي عن محمد بن إسحاق قال: حدثنا صالح بن كيسان عن عروة عن عائشة قالت: لما بلغ فاطمة إجماع أبى بكر على منعها فدك لاثت خمارها على رأسها واشتملت بجلبابها وأقبلت في لمة (2) من حفدتها...
قال المرتضى: وأخبرنا المرزباني قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد المكي قال: حدثنا أبو العيناء بن القاسم اليماني قال: حدثنا أبن عائشة قال: لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبلت فاطمة إلى أبى بكر في لمة من حفدتها. ثم اجتمعت الروايتان من هاهنا (3)...
ونساء قومها تطأ ذيولها ما تخرم مشيتها مشية رسول الله صلى الله عليه وآله