الفقير الذي لا مال له تضعف همته ويتصاغر عند نفسه ويكون مشغولا بالاحتراف والاكتساب عن طلب الملك والرياسة فانظر إلى ما قد وقر في صدور هؤلاء وهو داء لا دواء له وما أكثر ما تزول الأخلاق والشيم فأما العقائد الراسخة فلا سبيل إلى زوالها!
* * * الفصل الثاني في النظر في أن النبي صلى الله عليه وآله هل يورث أم لا نذكر في هذا الموضع ما حكاه المرتضى رحمه الله في (الشافي) (١) عن قاضي القضاة في هذا المعنى وما اعترضه به وإن استضعفنا شيئا من ذلك قلنا ما عندنا وإلا تركناه على حاله.
قال المرتضى: أول ما ابتدأ به قاضي القضاة حكايته عنا استدلالنا على أنه صلى الله عليه وآله مورث (٢) بقوله تعالى: ﴿يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين﴾ (3) وهذا الخطاب عام يدخل فيه النبي وغيره.
ثم أجاب - يعنى قاضي القضاة - عن ذلك فقال: إن الخبر الذي احتج به أبو بكر - يعنى قوله (نحن معاشر الأنبياء لا نورث) - لم يقتصر على روايته هو وحده حتى استشهد عليه عمر وعثمان وطلحة والزبير وسعدا وعبد الرحمن فشهدوا به فكان لا يحل لأبي بكر وقد صار الامر إليه أن يقسم التركة ميراثا وقد خبر رسول الله صلى الله عليه وآله بأنها صدقة وليست بميراث وأقل ما في هذا الباب أن يكون الخبر من أخبار الآحاد