في الغرض وعلى أن قول المرتضى: لا يجوز أن يخاف زكريا من تبديل الدين وتغييره لأنه محفوظ من الله فكيف يخاف ما لا يخاف من مثله غير مستمر على أصوله!
لان المكلفين الان قد حرموا بغيبة الامام عنده ألطافا كثيرة الوصلة بالشرعيات كالحدود وصلاة الجمعة والأعياد وهو وأصحابه يقولون في ذلك إن اللوم على المكلفين. لأنهم قد حرموا أنفسهم اللطف فهلا جاز أن يخاف زكريا من تبديل الدين وتغييره وإفساد الأحكام الشرعية! لأنه إنما يجب على الله تعالى التبليغ بالرسول إلى المكلفين فإذا أفسدوا هم الأديان وبدلوها لم يجب عليه أن يحفظها عليهم لأنهم هم الذين حرموا أنفسهم اللطف.
واعلم أنه قد قرئ: (وإني خفت الموالى من ورائي) (1) وقيل: إنها قراءة زين العابدين وأبنه محمد بن علي الباقر عليه السلام وعثمان بن عفان وفسروه على وجهين:
أحدهما أن يكون (ورائي) بمعنى خلفي وبعدي أي قلت الموالى وعجزوا عن إقامة الدين تقول: قد خف بنو فلان أي قل عددهم فسأل زكريا ربه تقويتهم ومظاهرتهم بولي يرزقه.
وثانيهما أن يكون (ورائي) بمعنى قدامي أي خف الموالى وأنا حي ودرجوا وانقرضوا ولم يبق منهم من به اعتضاد. وعلى هذه القراءة لا يبقى متعلق بلفظة الخوف.
وقد فسر قوم قوله: (وإني خفت الموالى) أي خفت الذين يلون الامر من بعدي لان الموالى يستعمل في الوالي وجمعه موال أي خفت أن يلي بعد موتى أمراء ورؤساء يفسدون شيئا من الدين فارزقني ولدا تنعم عليه بالنبوة والعلم كما أنعمت