فوطئها بملك اليمين على رأيهم، فولدت له المؤمل، ومحمدا، وإبراهيم، وأحمد، وحصينا، بنى عباس بن الوليد بن عبد الملك. وسبي واصل بن عمرو القنا واسترق، وسبي سعيد الصغير الحروري واسترق، وأم يزيد بن عمر بن هبيرة، وكانت من سبي عمان الذين سباهم مجاعة، وكانت بنو أمية تبيع الرجل في الدين يلزمه وترى أنه يصير بذلك رقيقا.
كان معن أبو عمير بن معن الكاتب حرا مولى لبني العنبر، فبيع في دين عليه، فاشتراه أبو سعيد بن زياد بن عمرو العتكي، وباع الحجاج علي بن بشير بن الماحوز لكونه قتل رسول المهلب على رجل من الأزد.
فأما الكعبة فإن الحجاج في أيام عبد الملك هدمها، وكان الوليد بن يزيد يصلى إذا صلى أوقات إفاقته من السكر إلى غير القبلة، فقيل له، فقرا: ﴿فأينما تولوا فثم وجه الله﴾ (1).
وخطب الحجاج بالكوفة فذكر الذين يزورون قبر رسول الله صلى الله عليه وآله بالمدينة، فقال: تبا لهم! إنما يطوفون بأعواد ورمة بالية! هلا طافوا بقصر أمير المؤمنين عبد الملك! ألا يعلمون أن خليفة المرء خير من رسوله!
قال: وكانت بنو أمية تختم في أعناق المسلمين كما توسم الخيل علامة لاستعبادهم.
وبايع مسلم بن عقبة أهل المدينة كافة، وفيها بقايا الصحابة وأولادها وصلحاء التابعين على أن كلا منهم عبد قن (2) لأمير المؤمنين يزيد بن معاوية، إلا علي بن الحسين عليه السلام، فإنه بايعه على أنه أخوه وابن عمه.
قال: ونقشوا أكف المسلمين علامة لاسترقاقهم، كما يصنع بالعلوج من الروم والحبشة. وكانت خطباء بني أمية تأكل وتشرب على المنبر يوم الجمعة لإطالتهم