أي حين الحرب، بل يكون على حال متوسطة بين هذين حتى يأتيه الامر من أمير المؤمنين عليه السلام لأنه أعرف بما تقتضيه المصلحة.
ثم قال له: لا يحملنكم بغضكم لهم على أن تبدؤوهم بالقتال قبل أن تدعوهم إلى الطاعة وتعذروا إليهم أي تصيروا ذوي عذر في حربهم.
والشنآن: البغض بسكون النون وتحريكها.
* * * [نبذ من الأقوال الحكيمة في الحروب] وفي الحديث المرفوع: " لا تتمنوا العدو فعسى أن تبتلوا بهم، ولكن قولوا: اللهم أكفنا شرهم، وكف عنا بأسهم، وإذا جاءوك يعرفون أن يضجون فعليكم الأرض جلوسا، وقولوا: اللهم أنت ربنا وربهم، وبيدك نواصينا ونواصيهم، فإذا غشوكم فثوروا في وجوههم ".
وكان أبو الدرداء يقول: أيها الناس، اعملوا عملا صالحا قبل الغزو فإنما تقاتلون بأعمالكم.
وأوصى أبو بكر يزيد بن أبي سفيان حين استعمله، فقال: سر على بركة الله، فإذا دخلت بلاد العدو فكن بعيدا من الحملة، فإني لا آمن عليك الجولة، واستظهر بالزاد، وسر بالإدلاء ولا تقاتل بمجروح، فإن بعضه ليس منه، واحترس من البيات، فإن في العرب غرة، وأقلل من الكلام، فان ما وعي عنك هو عليك، وإذا أتاك كتابي فأمضه، فإنما أعمل على حسب إنفاذه، وإذا قدم عليك وفود العجم فأنزلهم معظم عسكرك، وأسبغ عليهم من النفقة، وامنع الناس من محادثتهم ليخرجوا جاهلين كما دخلوا جاهلين ولا