فتزوجت طلحة بن عبيد الله، فولدت منه محمد بن طلحة فكان أوصل الناس لولد مصعب بن عمير.
* * * القول فيمن ثبت مع رسول الله صلى الله عليه وآله يوم أحد قال الواقدي: حدثني موسى بن يعقوب، عن عمته، عن أمها، عن المقداد، قال:
لما تصاف القوم للقتال يوم أحد جلس رسول الله صلى الله عليه وآله تحت رأيه مصعب بن عمير، فلما قتل أصحاب اللواء وهزم المشركون الهزيمة الأولى، وأغار المسلمون على معسكرهم، ينهبونه ثم كر المشركون على المسلمين، فأتوهم من خلفهم، فتفرق الناس، ونادى رسول الله صلى الله عليه وآله في أصحاب الألوية، فقتل مصعب بن عمير حامل لوائه صلى الله عليه وآله، وأخذ راية الخزرج سعد بن عبادة، فقام رسول الله صلى الله عليه وآله تحتها، وأصحابه محدقون به، ودفع لواء المهاجرين إلى أبى الردم أحد بنى عبد الدار آخر نهار ذلك اليوم، ونظرت إلى لواء الأوس مع أسيد بن حضير، فناوشوا المشركين ساعة، واقتتلوا على اختلاط من الصفوف، ونادى المشركون بشعارهم: يا للعزى!
يا لهبل! فأوجعوا والله فينا قتلا ذريعا، ونالوا من رسول الله صلى الله عليه وآله ما نالوا، لا والذي بعثه بالحق ما زال شبرا واحدا، إنه لفي وجه العدو وتثوب إليه طائفة من أصحابه مرة، وتتفرق عنه مرة، فربما رأيته قائما يرمي عن قوسه أو يرمى بالحجر حتى تحاجزوا، وكانت العصابة التي ثبتت مع رسول الله صلى الله عليه وآله أربعة عشر رجلا، سبعة من المهاجرين، وسبعة من الأنصار، أما المهاجرون فعلي عليه السلام وأبو بكر وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وطلحة بن عبيد الله وأبو عبيدة بن الجراح والزبير بن العوام،