شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٥ - الصفحة ٢٤٣
في الخطبة، وكان المسلمون تحت منبر الخطبة يأكلون ويشربون.
قال أبو عثمان: ويفخر بنو العباس على بنى مروان، وهاشم على عبد شمس، بأن الملك كان في أيديهم فانتزعوه منهم، وغلبوهم بالبطش الشديد، وبالحيلة اللطيفة، ثم لم ينزعوه إلا من يد أشجعهم شجاعة، وأشدهم تدبيرا، وأبعدهم غورا، ومن نشأ في الحروب وربي في الثغور، ومن لا يعرف إلا الفتوح وسياسة الجنود، ثم أعطى الوفاء من أصحابه والصبر من قواده، فلم يغدر منهم غادر، ولا قصر منهم مقصر، كما قد بلغك عن حنظلة بن نباتة، وعامر بن ضبارة، ويزيد بن عمر بن هبيرة، ولا أحد من سائر قواده حتى من أحبابه وكتابه كعبد الحميد الكاتب، ثم لم يلقه، ولا لقي تلك الحروب في عامه تلك الأيام إلا رجال ولد العباس بأنفسهم، ولا قام بأكثر الدولة إلا مشايخهم كعبد الله بن علي، وصالح بن علي، وداود بن علي، وعبد الصمد بن علي، وقد لقيهم المنصور نفسه.
قال: وتفخر هاشم أيضا عليهم بقول النبي صلى الله عليه وآله - وهو الصادق المصدق -: " نقلت من الأصلاب الزاكية، إلى الأرحام الطاهرة، وما افترقت فرقتان إلا كنت في خيرهما ". وقال أيضا: " بعثت من خيرة قريش ".
ومعلوم أن بني عبد مناف افترقوا فكانت هاشم والمطلب يدا، وعبد شمس ونوفل يدا. قال: وإن كان الفخر بكثرة العدد فإنه من أعظم مفاخر العرب، فولد علي بن عبد الله بن العباس اليوم مثل جميع بنى عبد شمس، وكذلك ولد الحسين بن علي عليه السلام، هذا مع قرب ميلادهما، وقد قال النبي صلى الله عليه وآله: شوهاء ولود خير من حسناء عقيم ". وقال: " أنا مكاثر بكم الأمم ".
وقد روى الشعبي عن جابر بن عبد الله، أن النبي صلى الله عليه وآله قدم من سفر،
(٢٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 238 239 240 241 242 243 244 245 246 247 248 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 القول في أسماء الذين تعاقدوا من قريش على قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم 3
2 القول في الملائكة نزلت بأحد وقاتلت أم لا 10
3 القول في مقتل حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه 11
4 القول فيمن ثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد 19
5 القول فيما جرى للمسلمين بعد إصعادهم في الجبل 25
6 القول فيما جرى للمشركين بعد انصرافهم إلى مكة 44
7 القول في مقتل أبى عزة الجمحي ومعاذ بن المغيرة 45
8 القول في مقتل المجذر بن زياد البلوى الحارث بن يزيد بن الصامت 48
9 القول فيمن مات من المسلمين بأحد جملة 51
10 القول فيمن قتل من المشركين بأحد 52
11 القول في خروج النبي صلى الله عليه وسلم بعد انصرافه من أحد إلى المشركين ليوقع بهم على ما هو به من الوهن 55
12 الفصل الخامس في شرح غزاة مؤتة 61
13 فصل في ذكر بعض مناقب جعفر بن أبي طالب 72
14 10 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 79
15 11 - من وصية له عليه السلام وصى بها جيشا بعثه إلى العدو 89
16 12 - من وصية له عليه السلام وصى بها معقل بن قيس الرباحي حين أنفذه إلى الشام في ثلاثة آلاف 92
17 نبذ من الأقوال الحكمية في الحروب 95
18 13 - من كتاب له عليه السلام إلى أميرين من أمراء جيشه 98
19 فصل في نسب الأشتر وذكر بعض فضائله 98
20 نبذ من الأقوال الحكيمة 102
21 14 - من وصية له عليه السلام لعسكره بصفين قبل لقاء العدو 104
22 نبذ من الأقوال الحكيمة 105
23 قصة فيروز بن يزدجرد حين غزا ملك الهياطلة 107
24 15 - من كلام كان يقوله عليه السلام إذا لقى عدوا محاربا 112
25 16 - من كلام كان يقوله لأصحابه عند الحرب 114
26 نبذ من الأقوال المتشابهة في الحرب 115
27 17 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية جوابا عن كتاب منه إليه 117
28 ذكر بعض ما كان بين علي ومعاوية يوم صفين 120
29 18 - من كتاب له عليه السلام إلى عبد الله بن عباس وهو عامله على البصرة 125
30 فصل في بني تميم وذكر بعض فضائلهم 126
31 19 - من كتاب له عليه السلام إلى بعض عماله 137
32 20 - من كتاب له عليه السلام إلى زياد بن أبيه 138
33 21 - من كتاب له عليه السلام إلى ابن عباس أيضا 140
34 23 - من كلامه له عليه السلام قاله قبل موته على سبيل الوصية لما ضربه عبد الرحمن بن ملجم لعنه الله 143
35 24 - من وصية له عليه السلام بما يعمل في أحواله، كتبها بعد منصرفه من صفين 146
36 25 - من وصية له عليه السلام كان يكتبها لمن يستعمله على الصدقات 151
37 26 - من عهد له عليه السلام إلى بعض عماله وقد بعثه على الصدقة 158
38 27 - من عهد له عليه السلام إلى محمد بن أبي بكر حين قلده مصر 163
39 كتاب المعتضد بالله 171
40 28 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية جوابا، وهو من محاسن الكتب 181
41 كتاب لمعاوية إلى علي 184
42 مناكحات بني هاشم وبني عبد شمس 195
43 فضل بنى هاشم على بن شمس 198
44 مفاخر بنى أمية 257
45 ذكر الجواب عما فخرت به بنو أمية 270
46 افتخار بني هاشم 285