أضعف مما لو كانت الأقسام أقل عددا وإذا عرفت ذلك عرفت أن الامر في جانب صاحب الفطرة الأصلية بالعكس من ذلك وهو أن مشاهداته ومكاشفاته تكون أقل كميه وأكثر كيفية.
واما الاستعداد الثالث وهو النفس التي قد جمعت الفطرة الأصلية والعلوم الإلهية النظرية بالنظر فهي النفس الشريفة الجليلة الكاملة.
وهذه الأقسام الثلاثة مشتركة في أن رياضتها القلبية يجب أن تكون زائدة في الكم والكيف على رياضتها البدنية لان الغرض الأصلي هو رياضة القلب وطهارة النفس وإنما شرعت الرياضات البدنية والعبادات الجسمانية لتكون طريقا إلى تلك الرياضة الباطنة فإذا حصلت كان الاشتغال بالرياضة البدنية عبثا لان الوسيلة بعد حصول المتوسل إليه فضله مستغنى عنها بل ربما كانت عائقة عن المقصود نعم لابد من المحافظة على الفرائض خاصة لئلا تعتاد النفس الكسل وربما أفضى ذلك إلى خلل في الرياضة النفسانية ولهذا حكى عن كثير من كبراء القوم قلة الاشتغال بنوافل العبادات.
واما القسم الرابع وهو النفس التي خلت عن الوصفين معا فهذه النفس يجب الا تكون رياضتها في مبدأ الحال الا بتهذيب الأخلاق بما هو مذكور في كتب الحكمة الخلقية فإذا لانت ومرنت واستعدت للنفحات الإليهة حصل لها ذوق ما فأوجب ذلك الذوق شوقا فأقبلت بكليتها على مطلوبها