وفى الخبر أيضا: أن امرأة استحملته، فقال: (إنا حاملوك إن شاء الله تعالى على ولد الناقة)، فجعلت تقول: يا رسول الله: وما أصنع بولد الناقة؟ وهل يستطيع أن يحملني!
وهو يبتسم ويقول: (لا أحملك إلا عليه)، حتى قال لها أخيرا: (وهل يلد الإبل إلا النوق!
وفى الخبر أنه عليه السلام مر ببلال وهو نائم، فضربه برجله، وقال: أنائمة أم عمرو فقام بلال مرعوبا، فضرب بيده إلى مذاكيره، فقال له: ما بالك؟ قال: ظننت أنى تحولت امرأة. قيل: فلم يمزح رسول الله بعد هذه.
وفى الخبر أيضا أن نغرا (1) كان لصبي من صبيان الأنصار، فطار من يده، فبكى الغلام، فكان رسول الله صلى الله عليه وآله يمر به فيقول: (يا أبا عمير، ما فعل النغير)؟
والغلام يبكى وكان يمازح ابني بنته مزاحا مشهورا، وكان يأخذ الحسين عليه السلام، فيجعله على بطنه، وهو عليه السلام نائم على ظهره ويقول له: حزقة حزقة، ترق عين بقة (2).
وفى الحديث الصحيح المتفق عليه: أنه مر على أصحاب الدركلة وهم يلعبون ويرقصون فقال جدوا يا بنى أرفدة، حتى يعلم اليهود والنصارى أن في ديننا فسحة.
قال أهل اللغة: الدركلة، بكسر الدال والكاف: لعبة للحبش فيها ترقص. وبنو أرفدة:
جنس من الحبش يرقصون.
وجاء في الخبر انه سابق عائشة فسبقته، ثم سابقها فسبقها، فقال: هذه بتلك.
وفى الخبر أيضا أن أصحاب الزفافة وهم الراقصون، كانوا يقمعون (3) باب حجرة عائشة، فتخرج إليهم مستمعة ومبصرة، فيخرج هو عليه السلام من ورائها مستترا بها.
وكان نعيمان، وهو من أهل بدر، أولع الناس بالمزاح عند رسول الله صلى الله عليه وآله