معاوية: اكتمها يا أبا بحر على إذا، فقد لعمرك (1) صدقت ونصحت.
* * * وذكر شيخنا أبو عثمان الجاحظ في كتاب مفاخرة هاشم وعبد شمس أن مروان كان يضعف وأنه كان ينشد يوم مرج راهط والرؤوس تندر عن كواهلها:
وما ضرهم غير حين النفوس * أي غلامي قريش غلب!
قال: وهذا حمق شديد، وضعف عظيم، قال: وإنما ساد مروان وذكر بابنه عبد الملك، كما ساد بنوه، ولم يكن في نفسه هناك.
* * * فأما خلافة مروان، فذكر أبو جعفر محمد بن جرير الطبري في التاريخ (2) أن عبد الله بن الزبير لما أخرج بنى أمية عن الحجاز إلى الشام في خلافة يزيد، بن معاوية، خرجوا وفيهم مروان، وابنه عبد الملك، ولم تطل مدة يزيد، فتوفى، ومات ابنه بعده بأيام يسيرة. وكان من رأى مروان أن يدخل إلى ابن الزبير بمكة فيبايعه بالخلافة، فقدم عبيد الله بن زياد، وقد أخرجه أهل البصرة عنها بعد وفاة يزيد، فاجتمع هو وبنو أمية، وأخبروه بما قد أجمع عليه مروان، فجاء إليه، وقال: استجبت لك يا أبا عبد الملك، فما يريد! أنت كبير قريش وسيدها تصنع ما تصنع، وتشخص إلى أبى خبيب فتبايعه بالخلافة! فقال مروان: ما فات شئ بعد، فقام مروان، واجتمع إليه بنو أمية ومواليهم، وعبيد الله بن زياد وكثير من أهل اليمن، وكثير من كلب، فقدم دمشق وعليها الضحاك بن قيس الفهري، قد بايعه الناس على أن يصلى بهم، ويقيم لهم أمرهم حتى يجتمع