شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٤ - الصفحة ٢٥٢
إلا نبا عنه، ولقد اعتوره أكثر من عشرين سيفا وهو مجفف، فما ضره شئ منها، ثم انهزم (1).
وانتهينا إلى محمد بن موسى بن طلحة أمير سجستان عند المغرب، وهو قائم في أصحابه، فقاتلناه قتالا شديدا، وصبر لنا.
ثم إن مصادا حمل (2) على بشر بن غالب في الميسرة فصبر وكرم وأبلى، ونزل معه رجال من أهل البصرة نحو خمسين، فضاربوا بأسيافهم (3) حتى قتلوا، ثم انهزم أصحابه فشددنا على أبى الضريس فهزمناه، ثم انتهينا إلى موقف أعين، ثم شددنا على أعين، فهزمناهم حتى انتهينا إلى زائدة بن قدامة، فلما انتهوا إليه، نزل ونادى: يا أهل الاسلام، الأرض الأرض! ألا لا يكونون على كفرهم أصبر منكم على إيمانكم. فقاتلوا عامة الليل إلى السحر.
ثم إن شبيبا شد على زائدة بن قدامة في جماعة من أصحابه، فقتله وقتل ربضة (4) حوله من أهل الحفاظ، ونادى شبيب في أصحابه: ارفعوا السيف، وادعوهم إلى البيعة، فدعوهم عند الفجر إلى البيعة.
قال عبد الرحمن (5) بن جندب: فكنت فيمن تقدم فبايعه بالخلافة، وهو واقف على

(1) في الطبري بعدها. (وقد جرح جراحة يسيرة، وذلك عند المساء، قال: شددنا على عبد الأعلى ابن عبد الله بن عمر، فهزمناه وما قاتلنا كثير قتال، وقد ضارب ساعة، وقد بلغني أنه كان جرح ثم لحق بزياد بن عمرو فمضيا منهزمين، حتى انتهينا إلى محمد بن موسى...).
(2) الكلام من هنا في الطبري عن هشام عن أبي مخنف، عن عبد الرحمن بن جندب وفروة بن لقيط.
(3) في الطبري بعدها: (حتى قتلوا عن آخرهم، وكان فيهم عروة بن زهير بن ناجذ الزدى، وأمه زرارة، امرأة ولدت في الأزد، فيقال لهم بنو زرارة، فلما قتلوه وانهزم أصحابه، مالوا فشدوا على أبى الضريس).
(4) في الطبري: (وتركهم ربضة حوله)، والربضة: كل قوم قتلوا في موقعة واحدة، وفي الحديث: (الذين قتلوا يوم الجماجم كانوا ربضة واحدة).
(5) في الطبري بعدها عن أبي مخنف: (وحدثني عبد الرحمن بن جندب قال: سمعت زائدة بن قدامة ليلتئذ رافعا صوته، يقول: يا أيها الناس، اصبروا وصابروا، يا أيها الذين آمنوا، إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم. ثم ما برح يقاتلهم مقبلا غير مدبر حتى قتل).
(٢٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 247 248 249 250 251 252 253 254 255 256 257 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 اختلاف الفقهاء في حكم الأضحية 3
2 53 - ومن كلام له عليه السلام في ذكر البيعة 6
3 بيعة علي وأمر المتخلفين عنها 7
4 54 - ومن كلام له عليه السلام وقد استبطأ أصحابه إذنه لهم في القتال بصفين 12
5 من أخبار يوم صفين 13
6 فتنة عبد الله بن الحضرمي بالبصرة 34
7 56 - ومن كلام له عليه السلام يخبر به عمن يأمر بسبه 54
8 مسألة كلامية في الأمر بالشئ مع العلم بأنه لا يقع 55
9 فصل فيما روى من سب معاوية وحزبه لعلي 56
10 فصل في ذكر الأحاديث الموضوعة في ذم علي 63
11 فصل في ذكر المنحرفين عن علي 74
12 فصل في معنى قول علي: " فسبوني فإنه لي زكاة " 111
13 فصل في اختلاف الرأي في معنى السب والبراءة 113
14 فصل في معنى قول على: " إني ولدت على الفطرة " 114
15 فصل فيما قيل من سبق علي إلى الإسلام 116
16 فصل فيما قيل من سبق على إلى الهجرة 125
17 57 - ومن كلام له عليه السلام كلم به الخوارج 129
18 أخبار الخوارج وذكر رجالهم وحروبهم 132
19 عروة بن حدير 132
20 نجدة بن عويمر الحنفي 132
21 المستورد بن سعد التميمي 134
22 حوثرة الأسدي 134
23 قريب بن مرة و زحاف الطائي 135
24 نافع بن الأزرق الحنفي 136
25 عبيد الله بن بشير بن الماحوز اليربوعي 141
26 الزبير بن علي السليطي وظهور أمر المهلب 144
27 قطري بن الفجاءة المازني 167
28 عبد ربه الصغير 204
29 طرف من أخبار المهلب 213
30 شبيب بن زيد الشيباني 225
31 دخول شبيب الكوفة وأمره مع الحجاج 232