إلا نبا عنه، ولقد اعتوره أكثر من عشرين سيفا وهو مجفف، فما ضره شئ منها، ثم انهزم (1).
وانتهينا إلى محمد بن موسى بن طلحة أمير سجستان عند المغرب، وهو قائم في أصحابه، فقاتلناه قتالا شديدا، وصبر لنا.
ثم إن مصادا حمل (2) على بشر بن غالب في الميسرة فصبر وكرم وأبلى، ونزل معه رجال من أهل البصرة نحو خمسين، فضاربوا بأسيافهم (3) حتى قتلوا، ثم انهزم أصحابه فشددنا على أبى الضريس فهزمناه، ثم انتهينا إلى موقف أعين، ثم شددنا على أعين، فهزمناهم حتى انتهينا إلى زائدة بن قدامة، فلما انتهوا إليه، نزل ونادى: يا أهل الاسلام، الأرض الأرض! ألا لا يكونون على كفرهم أصبر منكم على إيمانكم. فقاتلوا عامة الليل إلى السحر.
ثم إن شبيبا شد على زائدة بن قدامة في جماعة من أصحابه، فقتله وقتل ربضة (4) حوله من أهل الحفاظ، ونادى شبيب في أصحابه: ارفعوا السيف، وادعوهم إلى البيعة، فدعوهم عند الفجر إلى البيعة.
قال عبد الرحمن (5) بن جندب: فكنت فيمن تقدم فبايعه بالخلافة، وهو واقف على