شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٤ - الصفحة ٢٤٨
وكان أول من جاء من الناس عثمان بن قطن، ومعه مواليه وناس من أهله، وقال:
أعلموا الأمير مكاني، أنا عثمان بن قطن، فليأمرني بأمره. فناداه الغلام صاحب المصباح:
قف مكانك حتى يأتيك أمر الأمير، وجاء الناس من كل جانب، وبات عثمان مكانه فيمن اجتمع إليه من الناس، حتى أصبح.
وقد كان عبد الملك بن مروان بعث محمد بن موسى بن طلحة على سجستان، وكتب له عهده عليها، وكتب إلى الحجاج: إذا قدم عليك محمد بن موسى الكوفة، فجهز معه ألفي رجل، وعجل سراحه إلى سجستان.
فلما قدم الكوفة، جعل يتجهز (1)، فقال له أصحابه ونصحاؤه: تعجل أيها الرجل إلى عملك، فإنك لا تدرى ما يحدث، وعرض أمر شبيب حينئذ ودخوله الكوفة، فقيل للحجاج: إن محمد بن موسى إن سار إلى سجستان مع نجدته وصهره لأمير المؤمنين عبد الملك، فلجأ إليه أحد ممن تطلبه، منعك منه. قال: فما الحيلة؟ قالوا: أن تذكر له أن شبيبا في طريقه وقد أعياك، وأنك ترجو أن يريح الله منه على يده، فيكون له ذكر ذلك وشهرته.
فكتب إليه الحجاج: إنك عامل على كل بلد مررت به، وهذا شبيب في طريقك تجاهده ومن معه، ولك أجره وذكره وصيته، ثم تمضي إلى عملك، فاستجاب له.
وبعث الحجاج بشر بن غالب الأسدي في ألفي رجل، وزياد بن قدامة في ألفين، وأبا الضريس مولى تميم في ألف من الموالي، وأعين صاحب حمام أعين مولى لبشر بن مروان في ألف، وجماعة غيرهم، فاجتمعت تلك الامراء في أسفل الفرات، وترك شبيب الوجه الذي فيه جماعة هؤلاء القواد، وأخذ نحو القادسية، فوجه الحجاج زحر بن قيس

(1) الطبري: (جعل يتحبس في الجهاز)، والتحبس: التوقف والتباطؤ.
(٢٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 243 244 245 246 247 248 249 250 251 252 253 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 اختلاف الفقهاء في حكم الأضحية 3
2 53 - ومن كلام له عليه السلام في ذكر البيعة 6
3 بيعة علي وأمر المتخلفين عنها 7
4 54 - ومن كلام له عليه السلام وقد استبطأ أصحابه إذنه لهم في القتال بصفين 12
5 من أخبار يوم صفين 13
6 فتنة عبد الله بن الحضرمي بالبصرة 34
7 56 - ومن كلام له عليه السلام يخبر به عمن يأمر بسبه 54
8 مسألة كلامية في الأمر بالشئ مع العلم بأنه لا يقع 55
9 فصل فيما روى من سب معاوية وحزبه لعلي 56
10 فصل في ذكر الأحاديث الموضوعة في ذم علي 63
11 فصل في ذكر المنحرفين عن علي 74
12 فصل في معنى قول علي: " فسبوني فإنه لي زكاة " 111
13 فصل في اختلاف الرأي في معنى السب والبراءة 113
14 فصل في معنى قول على: " إني ولدت على الفطرة " 114
15 فصل فيما قيل من سبق علي إلى الإسلام 116
16 فصل فيما قيل من سبق على إلى الهجرة 125
17 57 - ومن كلام له عليه السلام كلم به الخوارج 129
18 أخبار الخوارج وذكر رجالهم وحروبهم 132
19 عروة بن حدير 132
20 نجدة بن عويمر الحنفي 132
21 المستورد بن سعد التميمي 134
22 حوثرة الأسدي 134
23 قريب بن مرة و زحاف الطائي 135
24 نافع بن الأزرق الحنفي 136
25 عبيد الله بن بشير بن الماحوز اليربوعي 141
26 الزبير بن علي السليطي وظهور أمر المهلب 144
27 قطري بن الفجاءة المازني 167
28 عبد ربه الصغير 204
29 طرف من أخبار المهلب 213
30 شبيب بن زيد الشيباني 225
31 دخول شبيب الكوفة وأمره مع الحجاج 232