في جريدة خيل، نقاوة (1)، عدتها ألف وثمانمائة فارس، وقال له: اتبع شبيبا حتى تواقعه حيثما أدركته، فخرج زحر بن قيس حتى انتهى إلى السيلحين (2)، وبلغ شبيبا مسيره إليه فأقبل نحوه، فالتقيا، وقد جعل زحر على ميمنته عبد الله بن كناز، وكان شجاعا، وعلى ميسرته عدى بن عدي بن عميرة الكندي، وجمع شبيب خيله كلها كبكبة (3) واحدة، ثم اعترض بها الصف يوجف (4) وجيفا، حتى انتهى إلى زحر بن قيس، فنزل زحر، فقاتل حتى صرع وانهزم أصحابه، وظن أنه قد قتل.
فلما كان الليل وأصابه البرد، قام يمشى حتى دخل قرية، فبات بها وحمل منها إلى الكوفة، وبوجهه أربع (5) عشرة ضربة، فمكث أياما، ثم أتى الحجاج، وعلى وجهه [وجراحه] (6) القطن، فأجلسه معه على السرير (7). وقال أصحاب شبيب لشبيب،