شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٤ - الصفحة ٢٤٩
في جريدة خيل، نقاوة (1)، عدتها ألف وثمانمائة فارس، وقال له: اتبع شبيبا حتى تواقعه حيثما أدركته، فخرج زحر بن قيس حتى انتهى إلى السيلحين (2)، وبلغ شبيبا مسيره إليه فأقبل نحوه، فالتقيا، وقد جعل زحر على ميمنته عبد الله بن كناز، وكان شجاعا، وعلى ميسرته عدى بن عدي بن عميرة الكندي، وجمع شبيب خيله كلها كبكبة (3) واحدة، ثم اعترض بها الصف يوجف (4) وجيفا، حتى انتهى إلى زحر بن قيس، فنزل زحر، فقاتل حتى صرع وانهزم أصحابه، وظن أنه قد قتل.
فلما كان الليل وأصابه البرد، قام يمشى حتى دخل قرية، فبات بها وحمل منها إلى الكوفة، وبوجهه أربع (5) عشرة ضربة، فمكث أياما، ثم أتى الحجاج، وعلى وجهه [وجراحه] (6) القطن، فأجلسه معه على السرير (7). وقال أصحاب شبيب لشبيب،

(١) نقاوة الشئ: خياره.
(٢) قال ياقوت: (ذكر سيلحين في الفتوح وغيرها من الشعر يدل على أنها قرب الحيرة ضاربة في البر قرب القادسية، ولذلك ذكر الشعراء أيام القادسية مع الحيرة والقادسية، فقال سليمان بن ثمامة حين سير امرأته من اليمامة إلى الكوفة:
فمرت بباب القادسية غدوة * وراحتها بالسيلحين العبائر فلما انتهت دون الخورنق عادها * وقصر بنى النعمان حيث الأواخر إلى أهل مصر أصلح الله حاله * به المسلمون والجهود الأكابر فصارت إلى أرض الجهاد وبلدة * مباركة والأرض فيها مصائر فألقت عصاها واستقر بها النوى * كما قر عينا بالإياب المسافر (3) الكبكبة: الجماعة من الناس (4) أو جفت الخيل في السير: سارت سيرا فسيحا واسعا. وفي الطبري: (فوجب وجيفا).
(5) الطبري: (وبوجهه بضع عشرة جراحة، من بين ضربة وطعنة).
(6) من الطبري.
(7) في الطبري بعدها: (وقال لمن حوله: من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة يمشى بين الناس وهو شهيد، فلينظر إلى هذا).
(٢٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 244 245 246 247 248 249 250 251 252 253 254 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 اختلاف الفقهاء في حكم الأضحية 3
2 53 - ومن كلام له عليه السلام في ذكر البيعة 6
3 بيعة علي وأمر المتخلفين عنها 7
4 54 - ومن كلام له عليه السلام وقد استبطأ أصحابه إذنه لهم في القتال بصفين 12
5 من أخبار يوم صفين 13
6 فتنة عبد الله بن الحضرمي بالبصرة 34
7 56 - ومن كلام له عليه السلام يخبر به عمن يأمر بسبه 54
8 مسألة كلامية في الأمر بالشئ مع العلم بأنه لا يقع 55
9 فصل فيما روى من سب معاوية وحزبه لعلي 56
10 فصل في ذكر الأحاديث الموضوعة في ذم علي 63
11 فصل في ذكر المنحرفين عن علي 74
12 فصل في معنى قول علي: " فسبوني فإنه لي زكاة " 111
13 فصل في اختلاف الرأي في معنى السب والبراءة 113
14 فصل في معنى قول على: " إني ولدت على الفطرة " 114
15 فصل فيما قيل من سبق علي إلى الإسلام 116
16 فصل فيما قيل من سبق على إلى الهجرة 125
17 57 - ومن كلام له عليه السلام كلم به الخوارج 129
18 أخبار الخوارج وذكر رجالهم وحروبهم 132
19 عروة بن حدير 132
20 نجدة بن عويمر الحنفي 132
21 المستورد بن سعد التميمي 134
22 حوثرة الأسدي 134
23 قريب بن مرة و زحاف الطائي 135
24 نافع بن الأزرق الحنفي 136
25 عبيد الله بن بشير بن الماحوز اليربوعي 141
26 الزبير بن علي السليطي وظهور أمر المهلب 144
27 قطري بن الفجاءة المازني 167
28 عبد ربه الصغير 204
29 طرف من أخبار المهلب 213
30 شبيب بن زيد الشيباني 225
31 دخول شبيب الكوفة وأمره مع الحجاج 232