حتى تركوا له العرصة، وحمل شبيب، وجعل يضرب ويقول:
* من ينك العير ينك نياكا (1) * فرجع (2 سورة مفلولا، قد هزم فرسانه وأهل القوة من أصحابه، وأقبل نحو المدائن، وتبعه شبيب، حتى انتهى سورة إلى بيوت المدائن، وانتهى شبيب إليهم، وقد دخل الناس البيوت، وخرج ابن أبي عصيفير، وهو أمير المدائن يومئذ في جماعة، فلقيهم في شوارع المدائن، ورماهم الناس بالنبل والحجارة من فوق البيوت.
ثم سار شبيب إلى تكريت 2)، فبينا ذلك الجند بالمدائن إذ أرجف (3) الناس فقالوا:
هذا شبيب قد أقبل يريد أن يبيت أهل المدائن، فارتحل عامة الجند، فلحقوا بالكوفة، (4) وإن شبيبا بتكريت، فلما أتى الحجاج (5) الخبر، قال: قبح الله سورة! ضيع العسكر وخرج يبيت الخوارج، والله لأسوأنه (6).