وكيف ترى فيمن قاتلنا فظفرنا به؟ وما تقول في دمائهم وأموالهم؟ فقال: إن قتلنا وغنمنا فلنا وإن تجاوزنا وعفونا فموسع علينا.
ثم قال صالح (1) لأصحابه ليلته (2) تلك: اتقوا الله عباد الله، ولا تعجلوا إلى قتال أحد من الناس، إلا أن يكونوا [قوما] (3) يريدونكم [وينصبون لكم] (3)، فإنكم إنما خرجتم غضبا لله حيث انتهكت محارمه، وعصى في الأرض، (4 وسفكت الدماء بغير حقها، وأخذت الأموال غصبا 4)، فلا تعيبوا على قوم أعمالا ثم تعملونها (5)، [فإن كل ما أنتم عاملون أنتم عنه مسؤولون، وإن عظمكم رجالة] (3)، وهذه دواب لمحمد بن مروان في هذا الرستاق (6)، وابدأوا بها فاحملوا عليها راجلكم، وتقووا بها على عدوكم (7).
ففعلوا ذلك، وتحصن منهم أهل دارا (8).
وبلغ خبرهم محمد بن مروان وهو يومئذ أمير الجزيرة، فاستخف بأمرهم، وبعث إليهم عدى بن عميرة في خمسمائة، وكان صالح في مائة وعشرة، فقال عدى: أصلح الله