شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٤ - الصفحة ٢٠٥
مدينة جيرفت بإزائهم، فقال له عبيدة بن هلال: يا أمير المؤمنين، إن أقمت لم آمن هذه العبيد عليك، إلا أن تخندق على نفسك، فخندق على باب المدينة وجعل يناوشهم، وارتحل المهلب، وكان منهم على ليلة، ورسول الحجاج معه يستحثه، فقال له: أصلح الله الأمير! عاجلهم قبل أن يصطلحوا، فقال المهلب: إنهم لن يصطلحوا، ولكن دعهم فإنهم سيصيرون إلى حال لا يفلحون معها، ثم دس رجلا من أصحابه، فقال: ائت عسكر قطري، فقل: إني لم أزل أرى قطريا يصيب الرأي، حتى نزل منزله هذا، فظهر خطؤه:
أيقيم بين المهلب وعبد ربه، يغاديه القتال هذا، ويراوحه هذا! فنمى الكلام إلى قطري، فقال: صدق: تنحوا بنا عن هذا الموضع، فإن اتبعنا المهلب قاتلناه، وإن أقام على عبد ربه رأيتم فيه ما تحبون.
فقال له الصلت بن مرة: يا أمير المؤمنين، إن كنت إنما تريد الله فأقدم على القوم، وإن كنت إنما تريد الدنيا فأعلم أصحابك حتى يستأمنوا، ثم قال:
قل للمحلين قد قرت عيونكم * بفرقة القوم والبغضاء والهرب كنا أناسا على دين فغيرنا * طول الجدال وخلط الجد باللعب ما كان أغنى رجالا قل جيشهم * عن الجدال وأغناهم عن الخطب إني لأهونكم في الأرض مضطبا * مالي سوى فرسي والرمح من نشب ثم قال: أصبح المهلب يرجو منا ما كنا نطمع منه فيه.
وارتحل قطري، وبلغ ذلك المهلب، فقال لهزيم بن أبي طحمة المجاشعي: إني لا آمن أن يكون كاذبا بترك موضعه، اذهب فتعرف الخبر، فمضى الهزيم في اثنى عشر فارسا، فلم ير في المعسكر إلا عبدا وعلجا، مريضين فسألهما عن قطري وأصحابه، فقالا:

(1) الكامل: (ضل سعيهم).
(٢٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 اختلاف الفقهاء في حكم الأضحية 3
2 53 - ومن كلام له عليه السلام في ذكر البيعة 6
3 بيعة علي وأمر المتخلفين عنها 7
4 54 - ومن كلام له عليه السلام وقد استبطأ أصحابه إذنه لهم في القتال بصفين 12
5 من أخبار يوم صفين 13
6 فتنة عبد الله بن الحضرمي بالبصرة 34
7 56 - ومن كلام له عليه السلام يخبر به عمن يأمر بسبه 54
8 مسألة كلامية في الأمر بالشئ مع العلم بأنه لا يقع 55
9 فصل فيما روى من سب معاوية وحزبه لعلي 56
10 فصل في ذكر الأحاديث الموضوعة في ذم علي 63
11 فصل في ذكر المنحرفين عن علي 74
12 فصل في معنى قول علي: " فسبوني فإنه لي زكاة " 111
13 فصل في اختلاف الرأي في معنى السب والبراءة 113
14 فصل في معنى قول على: " إني ولدت على الفطرة " 114
15 فصل فيما قيل من سبق علي إلى الإسلام 116
16 فصل فيما قيل من سبق على إلى الهجرة 125
17 57 - ومن كلام له عليه السلام كلم به الخوارج 129
18 أخبار الخوارج وذكر رجالهم وحروبهم 132
19 عروة بن حدير 132
20 نجدة بن عويمر الحنفي 132
21 المستورد بن سعد التميمي 134
22 حوثرة الأسدي 134
23 قريب بن مرة و زحاف الطائي 135
24 نافع بن الأزرق الحنفي 136
25 عبيد الله بن بشير بن الماحوز اليربوعي 141
26 الزبير بن علي السليطي وظهور أمر المهلب 144
27 قطري بن الفجاءة المازني 167
28 عبد ربه الصغير 204
29 طرف من أخبار المهلب 213
30 شبيب بن زيد الشيباني 225
31 دخول شبيب الكوفة وأمره مع الحجاج 232