شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٤ - الصفحة ٢٠
كنت فيكم كالمغطي رأسه * فانجلى اليوم قناعي وخمر (1) سادرا أحسب غيي رشدا * فتناهيت وقد صابت بقر (2) وقال الأشتر: يا أمير المؤمنين، قد غلب الله لك على الماء، فقال علي عليه السلام: أنتما كما قال الشاعر: تلاقين قيسا وأشياعه * فيوقد للحرب نارا فنارا أخو الحرب إن لقحت بازلا * سما للعلا وأجل الخطارا (3) قال نصر: فكان كل واحد من على ومعاوية يخرج الرجل الشريف في جماعة، فيقاتل مثله، وكانوا يكرهون أن يتزاحفوا بجميع الفيلق مخافة الاستئصال والهلاك، فاقتتل الناس ذا الحجة كله، فلما انقضى تداعوا إلى أن يكف بعضهم عن بعض إلى أن ينقضي المحرم، لعل الله أن يجرى صلحا أو إجماعا، فكف الناس في المحرم بعضهم عن بعض.
* * * قال نصر: حدثنا عمر بن سعد، عن أبي المجاهد عن المحل بن خليفة قال (4): لما توادعوا في المحرم، اختلفت الرسل فيما بين الرجلين رجاء الصلح، فأرسل علي عليه السلام إلى معاوية عدى بن حاتم الطائي وشبث بن ربعي التميمي ويزيد بن قيس وزياد ابن خصفة، فلما دخلوا عليه، حمد الله تعالى عدى بن حاتم الطائي وأثنى عليه، ثم قال:
أما بعد، فإنا أتيناك لندعوك إلى أمر يجمع الله فيه كلمتنا وأمتنا، ويحقن به دماء

(١) المغطى: اسم فاعل من التغطية. وانجلى: انكشف. وخمر: جمع خمار.
(٢) السادر الذي لا يهتم ولا يبالي ما صنع. وتناهيت، أي انتهيت من سفهي.
(٣) البعير البازل: الذي طعن في التاسعة، والخطار: المخاطرة.
(٤) صفين ٢٢١، تاريخ الطبري ٥: ٥
(٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 اختلاف الفقهاء في حكم الأضحية 3
2 53 - ومن كلام له عليه السلام في ذكر البيعة 6
3 بيعة علي وأمر المتخلفين عنها 7
4 54 - ومن كلام له عليه السلام وقد استبطأ أصحابه إذنه لهم في القتال بصفين 12
5 من أخبار يوم صفين 13
6 فتنة عبد الله بن الحضرمي بالبصرة 34
7 56 - ومن كلام له عليه السلام يخبر به عمن يأمر بسبه 54
8 مسألة كلامية في الأمر بالشئ مع العلم بأنه لا يقع 55
9 فصل فيما روى من سب معاوية وحزبه لعلي 56
10 فصل في ذكر الأحاديث الموضوعة في ذم علي 63
11 فصل في ذكر المنحرفين عن علي 74
12 فصل في معنى قول علي: " فسبوني فإنه لي زكاة " 111
13 فصل في اختلاف الرأي في معنى السب والبراءة 113
14 فصل في معنى قول على: " إني ولدت على الفطرة " 114
15 فصل فيما قيل من سبق علي إلى الإسلام 116
16 فصل فيما قيل من سبق على إلى الهجرة 125
17 57 - ومن كلام له عليه السلام كلم به الخوارج 129
18 أخبار الخوارج وذكر رجالهم وحروبهم 132
19 عروة بن حدير 132
20 نجدة بن عويمر الحنفي 132
21 المستورد بن سعد التميمي 134
22 حوثرة الأسدي 134
23 قريب بن مرة و زحاف الطائي 135
24 نافع بن الأزرق الحنفي 136
25 عبيد الله بن بشير بن الماحوز اليربوعي 141
26 الزبير بن علي السليطي وظهور أمر المهلب 144
27 قطري بن الفجاءة المازني 167
28 عبد ربه الصغير 204
29 طرف من أخبار المهلب 213
30 شبيب بن زيد الشيباني 225
31 دخول شبيب الكوفة وأمره مع الحجاج 232