شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٤ - الصفحة ١٩
فلو أنى أطعت عصمت قومي * إلى ركن اليمامة أو شمام (1) ولكني متى أبرمت أمرا * منيت بخلف آراء الطغام قال: وارتحل معاوية حتى نزل معسكر علي عليه السلام الذي كان فيه، فدعا علي عليه السلام الأشتر، فقال: ألم تغلبني على رأيي (2) أنت والأشعث! فدونكما. فقال الأشعث:
أنا أكفيك يا أمير المؤمنين، سأداوي ما أفسدت اليوم من ذلك، فجمع كندة فقال لهم: يا معشر كندة، لا تفضحوني اليوم ولا تخزوني، فإني إنما أقارع بكم أهل الشام، فخرجوا معه رجالة يمشون، وبيده رمح له يلقيه على الأرض، ويقول: امشوا قيد رمحي هذا، فيمشون، فلم يزل يقيس لهم الأرض برمحه، ويمشون معه رجالة حتى لقى معاوية وسط بنى سليم واقفا على الماء، وقد جاء أداني عسكره، فاقتتلوا قتالا شديدا على الماء ساعة، وانتهى أوائل أهل العراق فنزلوا، وأقبل الأشتر في خيل من أهل العراق، فحمل على معاوية، والأشعث يحارب في ناحية أخرى، فانحاز معاوية في بنى سليم، فرد وجوه إبله قدر ثلاثة فراسخ، ثم نزل ووضع أهل الشام أثقالهم، والأشعث يهدر ويقول: أرضيتك يا أمير المؤمنين! ثم تمثل بقول طرفة بن العبد:
ففداء لبني سعد على * ما أصاب الناس من خير وشر (3) ما أقلت قدماي إنهم * نعم الساعون في الحي الشطر (4) ولقد كنت عليكم عاتبا * فعقبتم بذنوب غير مر (5)

(1) صفين: (عصبت قومي). وشمام: جبل لباهلة.
(2) صفين: (على رائى)، والرائي والرأي بمعنى.
(3) ديوانه 72 وروايته: (لبني قيس... من سر وضر) (4) الشطر: جمع شطير، وهو الغريب البعيد (5) عاتبا: واجدا، وعقبتم، أي جدتم عقب ذلك. ومر: نقيض حلو، قال شارح الديوان: (أي عقبتم عتبي عليكم بعطاء حلو).
(١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 اختلاف الفقهاء في حكم الأضحية 3
2 53 - ومن كلام له عليه السلام في ذكر البيعة 6
3 بيعة علي وأمر المتخلفين عنها 7
4 54 - ومن كلام له عليه السلام وقد استبطأ أصحابه إذنه لهم في القتال بصفين 12
5 من أخبار يوم صفين 13
6 فتنة عبد الله بن الحضرمي بالبصرة 34
7 56 - ومن كلام له عليه السلام يخبر به عمن يأمر بسبه 54
8 مسألة كلامية في الأمر بالشئ مع العلم بأنه لا يقع 55
9 فصل فيما روى من سب معاوية وحزبه لعلي 56
10 فصل في ذكر الأحاديث الموضوعة في ذم علي 63
11 فصل في ذكر المنحرفين عن علي 74
12 فصل في معنى قول علي: " فسبوني فإنه لي زكاة " 111
13 فصل في اختلاف الرأي في معنى السب والبراءة 113
14 فصل في معنى قول على: " إني ولدت على الفطرة " 114
15 فصل فيما قيل من سبق علي إلى الإسلام 116
16 فصل فيما قيل من سبق على إلى الهجرة 125
17 57 - ومن كلام له عليه السلام كلم به الخوارج 129
18 أخبار الخوارج وذكر رجالهم وحروبهم 132
19 عروة بن حدير 132
20 نجدة بن عويمر الحنفي 132
21 المستورد بن سعد التميمي 134
22 حوثرة الأسدي 134
23 قريب بن مرة و زحاف الطائي 135
24 نافع بن الأزرق الحنفي 136
25 عبيد الله بن بشير بن الماحوز اليربوعي 141
26 الزبير بن علي السليطي وظهور أمر المهلب 144
27 قطري بن الفجاءة المازني 167
28 عبد ربه الصغير 204
29 طرف من أخبار المهلب 213
30 شبيب بن زيد الشيباني 225
31 دخول شبيب الكوفة وأمره مع الحجاج 232