من معسكر معاوية بحيث يسمعونهم الصوت، قام مرثد بن الحارث الجشمي، فنادى عند غروب الشمس: يا أهل الشام إن أمير المؤمنين عليا وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله يقولون لكم: إنا لم نكف عنكم شكا في أمركم، ولا إبقاء عليكم، وإنما كففنا عنكم لخروج المحرم، وقد انسلخ وإنا قد نبذنا إليكم على سواء، إن الله لا يحب الخائنين.
قال: فتحاجز الناس وثاروا إلى أمرائهم.
* * * قال نصر: فأما (1) رواية عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي الزبير أن نداء مرثد بن الحارث الجشمي، كانت صورته: يا أهل الشام، ألا إن أمير المؤمنين يقول لكم: إني قد استدمتكم واستأنيت بكم، لتراجعوا الحق، وتثيبوا إليه، واحتججت عليكم بكتاب الله، ودعوتكم إليه، فلم تتناهوا عن طغيان، ولم تجيبوا إلى حق، وإني قد نبذت إليكم على سواء، إن الله لا يحب الخائنين.
قال: فثار الناس إلى أمرائهم ورؤسائهم.
قال نصر: وخرج معاوية وعمرو بن العاص يكتبان الكتائب، ويعبيان العساكر، وأوقدوا النيران، وجاءوا بالشموع، وبات علي عليه السلام تلك الليلة كلها، يعبى الناس، ويكتب الكتائب، ويدور في الناس ويحرضهم.
* * * قال نصر: حدثنا عمر بن سعد، بإسناده عن عبد الله بن جندب، عن أبيه أن (2) عليا عليه السلام كان يأمرنا في كل موطن لقينا معه عدوه، فيقول: