شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٤ - الصفحة ٨
وأولهم عبد الرحمن بن عديس البلوى، فبايعوا. وقال له عبد الرحمن:
خذها إليك واعلمن أبا حسن * أنا نمر الامر إمرار الرسن وقد ذكرنا نحن في شرح الفصل (1) الذي فيه أن الزبير أقر بالبيعة، وادعى الوليجة أن بيعة أمير المؤمنين لم تقع إلا عن رضا جميع أهل المدينة، أولهم طلحة والزبير، وذكرنا في ذلك ما يبطل رواية الزبير.
وذكر أبو مخنف في كتاب،، الجمل،، أن الأنصار والمهاجرين اجتمعوا في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله، لينظروا من يولونه أمرهم، حتى غص المسجد بأهله، فاتفق رأى عمار وأبى الهيثم بن التيهان ورفاعة بن رافع ومالك بن عجلان وأبى أيوب خالد بن يزيد على إقعاد أمير المؤمنين عليه السلام في الخلافة، وكان أشدهم تهالكا عليه عمار، فقال لهم:
أيها الأنصار، قد سار فيكم عثمان بالأمس بما رأيتموه، وأنتم على شرف من الوقوع في مثله إن لم تنظروا لأنفسكم، وإن عليا أولى الناس بهذا الامر، لفضله وسابقته، فقالوا: رضينا به حينئذ، وقالوا بأجمعهم لبقية الناس من الأنصار والمهاجرين: أيها الناس، إنا لن نألوكم خيرا وأنفسنا إن شاء الله، وإن عليا من قد علمتم، وما نعرف مكان أحد أحمل لهذا الامر منه، ولا أولى به. فقال الناس بأجمعهم: قد رضينا، وهو عندنا ما ذكرتم وأفضل.
وقاموا كلهم، فأتوا عليا عليه السلام، فاستخرجوه من داره، وسألوه بسط يده، فقبضها فتداكوا عليه تداك الإبل الهيم على وردها، حتى كاد بعضهم يقتل بعضا، فلما رأى منهم ما رأى، سألهم أن تكون بيعته في المسجد ظاهرة للناس. وقال: إن كرهني رجل واحد من الناس لم أدخل في هذا الامر.
فنهض الناس معه حتى دخل المسجد، فكان أول من بايعه طلحة. فقال قبيصة بن ذؤيب الأسدي: تخوفت ألا يتم له أمره، لان أول يد بايعته شلاء، ثم بايعه الزبير،

(1) الجزء الأول ص 230، الوليجة: الامر يسر ويكتم.
(٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 اختلاف الفقهاء في حكم الأضحية 3
2 53 - ومن كلام له عليه السلام في ذكر البيعة 6
3 بيعة علي وأمر المتخلفين عنها 7
4 54 - ومن كلام له عليه السلام وقد استبطأ أصحابه إذنه لهم في القتال بصفين 12
5 من أخبار يوم صفين 13
6 فتنة عبد الله بن الحضرمي بالبصرة 34
7 56 - ومن كلام له عليه السلام يخبر به عمن يأمر بسبه 54
8 مسألة كلامية في الأمر بالشئ مع العلم بأنه لا يقع 55
9 فصل فيما روى من سب معاوية وحزبه لعلي 56
10 فصل في ذكر الأحاديث الموضوعة في ذم علي 63
11 فصل في ذكر المنحرفين عن علي 74
12 فصل في معنى قول علي: " فسبوني فإنه لي زكاة " 111
13 فصل في اختلاف الرأي في معنى السب والبراءة 113
14 فصل في معنى قول على: " إني ولدت على الفطرة " 114
15 فصل فيما قيل من سبق علي إلى الإسلام 116
16 فصل فيما قيل من سبق على إلى الهجرة 125
17 57 - ومن كلام له عليه السلام كلم به الخوارج 129
18 أخبار الخوارج وذكر رجالهم وحروبهم 132
19 عروة بن حدير 132
20 نجدة بن عويمر الحنفي 132
21 المستورد بن سعد التميمي 134
22 حوثرة الأسدي 134
23 قريب بن مرة و زحاف الطائي 135
24 نافع بن الأزرق الحنفي 136
25 عبيد الله بن بشير بن الماحوز اليربوعي 141
26 الزبير بن علي السليطي وظهور أمر المهلب 144
27 قطري بن الفجاءة المازني 167
28 عبد ربه الصغير 204
29 طرف من أخبار المهلب 213
30 شبيب بن زيد الشيباني 225
31 دخول شبيب الكوفة وأمره مع الحجاج 232