شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٤ - الصفحة ١٧٦
إحداهما من بنى ضبة، يقال لها أم جميل، والأخرى بنت عمه، يقال لها فلانة بنت عقيل فطلق الضبية، وحملها أولا، وتخلص بابنة عمه، فقال في ذلك:
ألست كريما إذ أقول لفتيتي * قفوا فاحملوها قبل بنت عقيل ولو لم يكن عودي نضارا لأصبحت * تجر على المتنين أم جميل (1) قال الصقعب بن يزيد: وبعثني المهلب لآتيه بالخبر، فصرت إلى قنطرة أربك (2) على فرس اشتريته بثلاثة آلاف درهم، فلم أحس خبرا، فسرت مهجرا (3) إلى أن أمسيت، فلما أمسينا وأظلمنا، سمعت كلام رجل عرفته من الجهاضم، فقلت: ما وراءك؟
قال: الشر، قلت: فأين عبد العزيز؟ قال: أمامك، فلما كان آخر الليل، إذا أنا بزهاء خمسين فارسا معهم لواء، فقلت: لواء من هذا؟ قالوا: لواء عبد العزيز، فتقدمت إليه، فسلمت عليه، وقلت: أصلح الله الأمير! لا يكبرن عليك ما كان، فإنك كنت في شر جند وأخبثه، قال لي: أو كنت معنا؟ قلت: لا، ولكن كأني شاهد أمرك، ثم أقبلت إلى المهلب وتركته، فقال لي: ما وراءك؟ قلت: ما يسرك، هزم الرجل وفل جيشه، فقال: ويحك! وما يسرني من هزيمة رجل من قريش وفل جيش من المسلمين!
قلت: قد كان ذلك، ساءك أو سرك، فوجه رجلا إلى خالد يخبره بسلامة أخيه. قال الرجل: فلما خبرت خالدا، قال: كذبت ولؤمت، ودخل رجل من قريش فكذبني، فقال لي خالد: والله لقد هممت أن أضرب عنقك، فقلت: أصلح الله الأمير! إن كنت كاذبا فاقتلني، وإن كنت صادقا فأعطني مطرف هذا المتكلم، فقال خالد: لبئس ما أخطرت به دمك! فما برحت حتى دخل عليه بعض الفل، وقدم عبد العزيز سوق الأهواز، فأكرمه المهلب وكساه، وقدم معه على خالد، واستخلف المهلب ابنه حبيبا، وقال له:

(1) الكامل: (تخر على المتنين) (2) أربك: قرية بخوزستان.
(3) مهجرا: وقت الهاجرة.
(١٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 اختلاف الفقهاء في حكم الأضحية 3
2 53 - ومن كلام له عليه السلام في ذكر البيعة 6
3 بيعة علي وأمر المتخلفين عنها 7
4 54 - ومن كلام له عليه السلام وقد استبطأ أصحابه إذنه لهم في القتال بصفين 12
5 من أخبار يوم صفين 13
6 فتنة عبد الله بن الحضرمي بالبصرة 34
7 56 - ومن كلام له عليه السلام يخبر به عمن يأمر بسبه 54
8 مسألة كلامية في الأمر بالشئ مع العلم بأنه لا يقع 55
9 فصل فيما روى من سب معاوية وحزبه لعلي 56
10 فصل في ذكر الأحاديث الموضوعة في ذم علي 63
11 فصل في ذكر المنحرفين عن علي 74
12 فصل في معنى قول علي: " فسبوني فإنه لي زكاة " 111
13 فصل في اختلاف الرأي في معنى السب والبراءة 113
14 فصل في معنى قول على: " إني ولدت على الفطرة " 114
15 فصل فيما قيل من سبق علي إلى الإسلام 116
16 فصل فيما قيل من سبق على إلى الهجرة 125
17 57 - ومن كلام له عليه السلام كلم به الخوارج 129
18 أخبار الخوارج وذكر رجالهم وحروبهم 132
19 عروة بن حدير 132
20 نجدة بن عويمر الحنفي 132
21 المستورد بن سعد التميمي 134
22 حوثرة الأسدي 134
23 قريب بن مرة و زحاف الطائي 135
24 نافع بن الأزرق الحنفي 136
25 عبيد الله بن بشير بن الماحوز اليربوعي 141
26 الزبير بن علي السليطي وظهور أمر المهلب 144
27 قطري بن الفجاءة المازني 167
28 عبد ربه الصغير 204
29 طرف من أخبار المهلب 213
30 شبيب بن زيد الشيباني 225
31 دخول شبيب الكوفة وأمره مع الحجاج 232