شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٤ - الصفحة ١٦٨
بقطري بن الفجاءة المازني. فبايعوه. وقالوا: يا أمير المؤمنين، امض بنا إلى فارس، فقال:
إن بفارس عمر بن عبيد الله بن معمر، ولكن نسير إلى الأهواز، فإن خرج مصعب من البصرة دخلناها، فأتوا الأهواز ثم ترفعوا عنها على إيذج (1) - وكان المصعب قد عزم على الخروج إلى باجميرا (2) - وقال لأصحابه: إن قطريا لمطل علينا، وإن خرجنا عن البصرة دخلها، فبعث إلى المهلب فقال: أكفنا هذا العدو، فخرج إليهم المهلب، فلما أحس به قطري يمم نحو كرمان، وأقام المهلب بالأهواز، ثم كر عليه قطري، وقد استعد، وكانت الخوارج في حالاتهم أحسن عدة ممن يقاتلهم بكثرة السلاح وكثرة الدواب، وحصانة الجنن (3) فحاربهم المهلب، فدفعهم فصاروا إلى رامهرمز، وكان الحارث بن عميرة الهمداني قد صار إلى المهلب مراغما لعتاب بن ورقاء، ويقال: إنه لم يرضه عن قتله الزبير بن علي، وكان الحارث بن عميرة، هو الذي قتله وخاض إليه أصحابه، ففي ذلك يقول أعشى همدان:
إن المكارم أكملت أسبابها * لابن الليوث الغر من همدان (4) للفارس الحامي الحقيقة معلما * زاد الرفاق وفارس الفرسان (5)

(1) إيذج، بكسر الهمزة وفتح الذال: بلد بين خوزستان وأصبهان.
(2) باجميرا، بضم الجيم وفتح الميم وياء ساكنة: موضع دون تكريت.
(3) الجنن: جمع جنة، وهي الدرع.
(4) ديوان الأعشين 343، وروايته: (من قحطان)، وهي رواية الكامل أيضا.
(5) ديوان الأعشين والكامل: (زاد الرفاق إلى قرى نجران)، قال المبرد: وتأويله أن الرفقة إذا صحبها أغناها عن التزود، كما فال جرير - وأراد ابن له سفرا، وفي ذلك السفر يحيى بن أبي حفصة، فقال لأبيه: زودني، فقال جرير:
أزادا سوى يحيى تريد وصاحبا * ألا إن يحيى نعم زاد المسافر فما تنكر الكو ماء ضربة سيفه * إذا أرملوا أو خف ما في الغرائر وزاد في الديوان بعد هذا البيت:
حتى تداركهم أغر سميدع * فحماهم إن الكريم يمان
(١٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 اختلاف الفقهاء في حكم الأضحية 3
2 53 - ومن كلام له عليه السلام في ذكر البيعة 6
3 بيعة علي وأمر المتخلفين عنها 7
4 54 - ومن كلام له عليه السلام وقد استبطأ أصحابه إذنه لهم في القتال بصفين 12
5 من أخبار يوم صفين 13
6 فتنة عبد الله بن الحضرمي بالبصرة 34
7 56 - ومن كلام له عليه السلام يخبر به عمن يأمر بسبه 54
8 مسألة كلامية في الأمر بالشئ مع العلم بأنه لا يقع 55
9 فصل فيما روى من سب معاوية وحزبه لعلي 56
10 فصل في ذكر الأحاديث الموضوعة في ذم علي 63
11 فصل في ذكر المنحرفين عن علي 74
12 فصل في معنى قول علي: " فسبوني فإنه لي زكاة " 111
13 فصل في اختلاف الرأي في معنى السب والبراءة 113
14 فصل في معنى قول على: " إني ولدت على الفطرة " 114
15 فصل فيما قيل من سبق علي إلى الإسلام 116
16 فصل فيما قيل من سبق على إلى الهجرة 125
17 57 - ومن كلام له عليه السلام كلم به الخوارج 129
18 أخبار الخوارج وذكر رجالهم وحروبهم 132
19 عروة بن حدير 132
20 نجدة بن عويمر الحنفي 132
21 المستورد بن سعد التميمي 134
22 حوثرة الأسدي 134
23 قريب بن مرة و زحاف الطائي 135
24 نافع بن الأزرق الحنفي 136
25 عبيد الله بن بشير بن الماحوز اليربوعي 141
26 الزبير بن علي السليطي وظهور أمر المهلب 144
27 قطري بن الفجاءة المازني 167
28 عبد ربه الصغير 204
29 طرف من أخبار المهلب 213
30 شبيب بن زيد الشيباني 225
31 دخول شبيب الكوفة وأمره مع الحجاج 232